المؤتمر الأول لمنتدى المسؤولية الاجتماعية الدينية برعاية “أديان”

عقد منتدى المسؤولية الاجتماعية الدينية مؤتمره الوطني الأول بعنوان “معا ننهض بالإنسان”، برعاية “أديان”، في معرض رشيد كرامي الدولي – طرابلس، بحضور حوالى 300 مشارك من مختلف المناطق والطوائف اللبنانية وفاعليات وهيئات دينية واجتماعية.

ضو

استهل المؤتمر بكلمة لرئيس مؤسسة “أديان” الأب فادي ضو تحدث فيها عن أهداف المنتدى وسبب اختيار طرابلس مكانا لانعقاده، وقال: “إن انتماءنا إلى هذا المنتدى يعبر عن وعينا المشترك بأننا مسؤولون كمؤمنين ليس تجاه الله وحسب، بل تجاه الناس أيضا. ولذلك، نحن موجودون هنا في منتدى المسؤولية الاجتماعية الدينية باسم أبهى تعاليم أدياننا، وباسم عزيمتنا للاسهام معا ومع جميع المواطنين، في النهوض بالوطن من كل كبواته لكي تكون للجميع حياة كريمة وعدالة مستقيمة وعيش مشترك يجمعنا في عائلة وطنية واحدة”.

أضاف: “إن اختيار طرابلس لعقد المؤتمر فيها هو لنشكرها باسم لبنان واللبنانيين على ما هي عليه، من مدينة للعلم الذي يقف سدا منيعا أمام الجهل والتطرف، ومدينة للعلماء الذين ينشرون رسالة الأخوة والمحبة والتضامن والسلام بين جميع الناس. ونحن هنا، لأننا نرفض المنطق الطائفي الذي يريدنا أن نرى في الآخر منافسا لنا على خيراتنا، ولا نقبل بأن نتحول إلى لاهثين وراء حصص تتلون بألوان طوائفنا ومذاهبنا. وفي النهاية، لا ننال منها سوى فتات متساقط عن موائد المستفيدين الحقيقيين منها، وحتى الفتات في هذه الأيام أصبح بعيدا عن منال الناس الذين أشبعوا استهزاء بكراماتهم”.

وأشار إلى أن “المنطق الإيماني يختلف عن المنطق الطائفي الفئوي، ولا يتعارض بل يتكامل مع المنطق الوطني”، وقال: “إن إيماننا، على اختلاف أدياننا ومذاهبنا، يدفع بنا إلى العمل معا كإخوة من أجل المصلحة الوطنية المشتركة. فكما جاء في وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها البابا فرنسيس مع إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب: يحمل الإيمان المؤمن على أن يرى في الآخر أخا له، عليه أن يؤازره ويحبه”.

واعتبر أن “نعمة الإيمان لا تنفصل عن خدمة الإنسان وتحقيق الخير العام”، لافتا إلى أن “الشرعة التي يطلقها المنتدى ويوقع أعضاؤه عليها هي خير تعبير عن هذه القناعة”.

ورأى أن “المواطنة الحاضنة للتنوع هي الطريق المشترك للالتزام الفعلي والعملي بهذه الشرعة وعيش المسؤولية الاجتماعية الدينية”، وقال: “عبر هذا الالتزام، تمر المواطنة في كل القلوب والعقول والبيوت والشوارع والمساجد والكنائس. وبمرورها، تطرد كل جراثيم التطرف والكراهية، وتكشف كل مكايد الطائفية والفساد”.

وختم: “بالمحاصصات نفتقر. أما بالتضامن فنغتني. وبالخلافات نسقط. أما بالتضامن فننهض معا بالوطن”.

المبادرات المنفذة

وتخلل المؤتمر عرض المبادرات المنفذة ضمن أعمال المنتدى ونشاطاته على مستوى لبنان، وهي: فيلم “محاور” عن طرابلس من تنفيذ بلال حجازي، برنامج “موزاييك” الترفيهي على إذاعة “الفجر” بإشراف أيمن المصري، الكتابة الإعلامية في الشأن الديني ومواجهة خطاب الكراهية من تنفيذ محمد العرب، “منصة طايفة” على “فيسبوك” بإشراف علي عباس ومن تنفيذ ناشطين.

وتخلل المؤتمر أيضا عرض 3 أفلام قصيرة من سلسلة “شو قصتك” على موقع “تعددية” للاعلامية تانيا عوض غرة، الرياضي إسماعيل أحمد، والشيخ فراس بلوط، إضافة إلى إطلاق شرعة المنتدى التي حددت رسالته بالآتي: “نعمل معا على تعزيز الوحدة في التنوع والتضامن الإنساني والتنمية المستدامة، عبر بناء جسور التواصل والتعاون بين مختلف مكونات المجتمع وتعزيز ثقافة الانتماء الوطني الجامع، والانفتاح على الاختلاف والتعددية الثقافية والدينية والسياسية، والشهادة لدور المؤمنين والمؤمنات الفاعل في خدمة الإنسان والوطن”.

إعلان الاستراتيجية

وأعلن المنتدى “استراتيجيته للمرحة المقبلة، التي تستند إلى تعزيز العمل في المناطق عبر لجان محلية مشتركة. ففي الشمال، سيجري العمل على إنشاء لجان مشتركة تعمل على التوعية على مقتضيات العيش معا، خصوصا في المناطق النائية، ومعالجة رواسب الحرب الأهلية”.

ولفت إلى أن “لجنة شمال جبل لبنان قدمت مشروع تشكيل مجموعة للتواصل بين المجموعات الدينية في المنطقة وبناء الجسور في ما بينها وكسر التباعد والعزلة التي يعاني البعض منها. وفي جنوب جبل لبنان، اختارت اللجنة العمل على أنشطة تطال العائلات من مختلف الطوائف لتعزيز البعد المجتمعي لمسار المصالحة الوطنية. وبدورها، اختارت لجنة البقاع مشروع تنظيم زيارات متبادلة بين قرى المنطقة المتنوعة ضمن سياحة دينية للتعريف بالمقامات المتنوعة ورمزيتها لدى كل مجموعة، مع فيلم وثائقي يبرز هذا التنوع. وفي بيروت ستركز اللجنة على العمل الاجتماعي من خلال لجان طالبية مشتركة. وستقوم لجنة الجنوب بإنشاء أكاديمية للتربية على المواطنة تشمل ندوات وورشا وبرامج ثقافية وتربوية وتوعوية”.