في الزاوية

Views: 356

جوزف أبي ضاهر

 

صَمتٌ في كلّ الأمكنة.

قطعت مسافات طويلة، ولم أرَ سوى منظرٍ واحد، ومرآة واحدة حفرت وجهي في زاوية منها.

لا أذكر: أزاوية يمنى أم زاوية يسرى؟

تمنّيت أكون في منتصفها، حتّى إذا وقعتُ ضمّتني إحدى الزاويتين.

 

حارس الميزان

كان البائع في دكاكين القرى، حارس ميزانه. لا يغفل عن ترجيح كفّةٍ على أخرى. وإذا غفل، ولو عن إهمالٍ، اتّهم بسوء الأمانة.

لن تنفع بعدها كلّ شهادات حسن التعامل بين البائع والشاري.

 

غيمة

عاتبت بحيرةٌ غيمةً:

­ أنا مرآتك

تتبدّلين؟ أتبدّل معك.

ترحلين؟ لا أعرف الرحيل.

لن أذكرك بعد اليوم لأحدٍ

… تحوّلت الغيمة مطرًا

فاضت مياه البحيرة

غرق عتبها..

يوميّات شجرة

مرَّ الخريفُ بشجرةٍ، أسقط أوراقها وعرّاها.

غدًا تنسى الشجرة فعله.

ستلبس ثيابًا جديدة، بإغراءٍ أكثر شهوة، ثم تُسقطها بتمنّيات عابرٍ جديدٍ: ورقةً ورقةً، حتّى الأخيرة التي ستموت حياءً.

 

نقطة

كلمةٌ حدّ كلمةٍ، جسدٌ حدّ جسدٍ… فعناق، وتماوج، انفلاش وتقلّص.

الحواس في يقظة تحوّل الخيال مادة محسوسة. تأتي البداية ولادة، بعدها؟

ولادات حتّى امتلأ الفراغ بنقطة.

 

هجرة

تَذهبُ القصائدُ إلى الناس.

بعضها يرجع مطوقًا بالذهب فيدخل جيب شاعر.

بعضها يرجع ممهورًا بالنقد، فيضيع.

قلّةٌ لا تَرجع.

يطوق الشاعر قلمه بالشوق ليبعث بأخوةٍ إلى الهجر.

­ هناك… عقول بمنازل كثيرة.

 

عشاق

قبل اختراع المصابيح، كان القمر يوزّع نوره على الناس، ولا يأخذ شيئًا.

انوجدت المصابيح، دفعت الناس ثمنها، واستغنت عن خدمات ضوء القمر، متّهمة إياه: «يسبب وجعًا في الرأس».

أيها العشاق،

ادخلوا في بعضكم بعضًا تحت ضوء القمر، ولا تخافوا وجعًا في الرأس…

ولا في القلب.

 

[email protected]

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *