جماهير بامتياز

Views: 1546

جوزف أبي ضاهر

«الجماهير» كلمة عربيّة بامتياز، يتقن لفظها تفخيمًا، وتنغيمًا، وتطويلاً كلّ من اعتلى منبرًا، أو وقف في ساحٍ، أو رُفع على أكتافٍ وهامات، أو أُجلس، وجلس على رقاب عريضة…. وقبل أن يضمّ الشفة العليا إلى الشفة السفلى، تشتعل هستيريا «التعيش» والتصفيق من الجماهير التي «ركب فوقها» فحيّته وأحيته: «بالروح… بالدم».

الكلام الحجارة

للكلام المُعلن أعرافه وآدابه، تُدرّس منذ التهجئة. حين يمتلك اللسان ما يظنّه الحق الأوّل من حقوقه، يبدأ سِبَاقًا مع العقل، لا تكافأ في بين الاثنين (العقل واللسان). يتحوّل الكلام حجارةً.

ضعوا أيديكم على عقولكم وأنتم تسمعون الكلام السياسيّة.

دائمة التأهب

الحروب الصغيرة دائمة التأهب. صنّاعها يخافون تتعطّل أشغالهم إن استراحت، ودخل السلام مستودعات العتمة.

عتمة العقول والنفوس أقوى من عتمة المستودعات.

الحكماء يجمعون الوقت الباقي لديهم لتمتين خيمة الاستراحة، قبل أن تَهبَّ العواصف من كلِّ الجهات.

الوقت الضائع

تحمل الثورات يافطات الديمقراطيّة والحريّة وحقوق الطبقات المسحوقة بالفقر والذلّ.

إذا قُدّر لمفتعلها النجاح عمد إلى حرق اليافطات… والذاكرة، وكلّ ما يتصل بالديمقراطيّة والحرّية في الوطن والمهجر.

أما حقوق الطبقات المسحوقة فمسحوقة، ولا حاجة لإضاعةِ الوقت.

أقمشة للستر

ليس في العالم أقمشة تكفي لستر عورات حكّامه، فكيف إذا كانت له عيال وزبائنية تدور في فلكه… ولخدمته.

… وأما العشيقات فليست بحاجة إلى ثياب في أثناء الخدمة… حياتهن خدمة.

[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *