نجم في مأتم عصام كرم في دير القمر : آمن باستقلالية القضاء وجسد اقتناعه بها في عمله وحياته

Views: 318

منح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النقيب السابق للمحامين عصام كرم وسام الإستحقاق الوطني من رتبة ضابط أكبر، وضعته على نعشه في يوم وداعه في دير القمر وزيرة العدل الدكتورة ماري كلود نجم.

وقد ودع لبنان ومحاموه النقيب عصام كرم، في مأتم رسمي وشعبي مهيب في دير القمر، في كنيسة سيدة التلة. وترأس الصلاة لراحة نفسه رئيس أساقفة صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، يحيط به المطران بولس مطر، راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي بشارة حداد ورئيس مدرسة الحكمة الخوري شربل مسعد ممثلا رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر ولفيف من الكهنة والرهبان.

وشاركت في الصلاة الوزيرة ماري كلود نجم ممثلة الرئيس ميشال عون ورئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء حسان دياب، الرئيس حسين الحسيني، الوزير السابق غسان عطاالله ممثلا رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، دريد ياغي ممثلا رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ونجله النائب تيمور، النائب سيزار المعلوف ممثلا رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع والنائبة ستريدا، النائب فريد البستاني، الوزير السابق إدمون رزق، الى نقيبي المحامين في بيروت وطرابلس ملحم خلف ومحمد المراد، نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي، كما شارك النقباء السابقون للمحامين وممثلو هيئات قضائية وقانونية ومدنية وإجتماعية ورئيس جامعة قدامى الحكمة فريد الخوري ومحامون من كل لبنان تقدمهم النقيبان خلف والمراد، حملوا نعش الفقيد إلى داخل الكنيسة وإلى مثواه الأخير.

الرقيم البطريركي

وبعد الإنجيل المقدس، تلا أمين سر الكاردينال الراعي الخوري شربل عبيد الرقيم البطريركي، جاء فيه:
“البركة الرسولية
تشمل بناتنا وأبناءنا الأعزاء: سوزان ومهى شقيقتي المرحوم النقيب عصام كرم كرم، وأولاد المرحوم شقيقه النقيب ملحم كرم وعائلاتهم وسائر ذويهم وأنسبائهم في الوطن والمهجر ومجلس نقابة محامي بيروت وجامعة آل كرم المحترمين”.

نودع معكم بالأسى الشديد وصلاة الرجاء عزيزكم وعزيزنا النقيب عصام، وهو وجه لامع في الأدب والمحاماة والنقابة والخطابة والكتابة التحليلية الصحفية، وفي ثقافته التاريخية الواسعة اللبنانية والإسلامية والفرنسية. وقد أدى رسالته المتنوعة على أكمل وجه.

إنه تلميذ مدرسة الحكمة التي تخرج منها ضليعا باللغة العربية على يد كبار الأساتذة المعروفين آنذاك، وفي عهد رئيسين مميزين هما المونسنيور يوحنا مارون والمرحوم اغناطيوس مارون. وكان يغرف من معين المرحوم والده الكاتب والأديب كرم ملحم كرم صاحب مجلة “ألف ليلة وليلة”.

درس الحقوق والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف. وأثناء دراسته دخل الحركة الطلابية وتقلب في عضوية ورئاسة اتحاد طلاب الحقوق ولجنة العلوم السياسية. وبعد أن تخرج بإجازة الحقوق سنة 1958 وتدرج في مكتب النقيب ميشال عقل، أسس مكتبه الخاص وكان لامعا فيه حتى انتخب عضوا في مجلس نقابة محامي بيروت، ثم نقيبا لمدة أربع سنوات بسبب أحداث الثمانينات الدامية في لبنان.

في ولايته النقابية، كانت مصونة حقوق المحامي وكرامته، ووحدة النقابة التي وقفت مثل مؤسسات دستورية أخرى كسد منيع بوجه رياح التقسيم آنذاك. وأثناء ولايته أنشئ تأمين المحامين ويوم المحامي، وبدأت المككنة في النقابة، وتم التنسيق بين نقابتي بيروت وطرابلس. وفوق كل ذلك طبع النقابة بغنى ثقافته وحكمته ونبل مقاربته ملفات الدعاوى الموكولة إليه.

المرحوم النقيب عصام عشيق الأدب والكتابة مثل شقيقه المرحوم النقيب ملحم، وعلى خطى والدهما بدأ فن الكتابة مذ كان تلميذا ثانويا، واستمر في كتابة افتتاحيات الصحف حتى انتخابه نقيبا للمحامين حرصا منه على إبقاء مركز النقابة بعيدا عن السياسة.

أما الصحف والمجلات التي كتب فيها وهي تحفظ إرثه الفكري، فهي على التوالي: رقيب الأحوال، المجالس المصورة، البيرق، “La Revue du Liban”، “Monday Morning” والحوادث. إنه بالحقيقة لؤلؤة في تاج نقابة المحامين.

تميز النقيب عصام بإحساسه المرهف وعاطفته وأخلاقيته. أحب الحق ودافع عنه بدون أي مساومة، إذ كانت حية دائما في ذهنه كلمة المرحوم والده: “علمتني الحقيقة أن أكرهها، فما استطعت”. ونسج أطيب علاقات الأخوة مع شقيقه المرحوم النقيب ملحم وشقيقتيه وأولادهم الذين بادلوه العاطفة وأحاطوه بكل عناية وأخلص لبيت المرحوم خاله.

على الصعيد الاجتماعي، كان صاحب حضور رفيع مميز بكلمته ورأيه السديد ونظرته الثاقبة. وهي صفات كنا نكبرها فيه في كل مرة كان يتردد إلى الكرسي البطريركي في مناسبات مختلفة. تميز أيضا بحبه للبنان وللبطريركية المارونية بسبب الرابط العضوي بينهما، الأمر الذي جعله ينتسب إلى الرابطة المارونية.

وفيما نحن نسير عبر زمن الصوم المبارك نحو العبور الفصحي إلى حياة جديدة بالمسيح الفادي، نرجو معه أن تكون وفاته عبورا إلى ملكوت السموات في أحضان أمنا مريم العذراء سيدة التلة التي أحبها ككل الديريين.

على هذا الأمل واكراما لدفنته وإعرابا لكم عن عواطفنا الأبوية، نوفد اليكم سيادة أخينا المطران مارون العمار رئيس أساقفة صيدا السامي الإحترام ليرئس باسمنا حفلة الصلاة لراحة نفسه وينقل اليكم جميعا تعازينا الحارة.

تغمد الله روح فقيدكم الغالي بوافر الرحمة وسكب على قلوبكم بلسم العزاء.
عن كرسينا في بكركي في الخامس من شهر آذار سنة ألفين وعشرين.
الكاردينال بشاره بطرس الراعي بطريرك انطاكية وسائر المشرق”.

نجم

وفي ختام صلاة الجنازة وقبيل وضعها الوسام الرئاسي على نعش الفقيد، ألقت الوزيرة ماري كلود نجم كلمة، جاء فيها: “الحضور الكريم بمن سعى ودعا ورعى، طوى لبنان بغياب نقيب محاميه الأسبق عصام كرم صفحة مشرقة من تاريخه العامر بشخصيات وقامات طبعوا بمسيرتهم بصمات مجلية في العطاء والخلق والإبداع، نقيب الجرأة العادلة والعدالة الجريئة، كان قريبا من الجميع بقدر قربهم من مبادئه وبعيدا عن الجميع متى ابتعدوا عن مبدأ الاستقامة، كان لسانه ينطق بالحق متى ترافع، وكان متى ترافع ارتفع وترفع عن كل كلام مسيء”.

نقيب من زمن الكبار علما وأخلاقا ونبلا وشهامة، غاب في زمن أكثر ما نحتاج فيه إلى العلم وألاخلاق والنبل والشهامة لإنقاذ لبنان الحبيب من أزمته.

نقيب الانتفاضة الهادئة والرصينة على كل أشكال التسلط والوصاية واخطرهما التسلط والوصاية على العدالة. بأمثاله تكون الثورة هادئة وهادفة والانتفاضة صادقة وعاقلة.

سليل العائلة الكرمية هو، من جارة القمر حيث الدير الشاهد على حقيقة جبله، بما يختزنه من تاريخ مؤسس وغنى ثقافي وتراثي أضفى على نشأته تميزا، فزاد تنورا، وتربى على المباديء والقيم.

نهل من معين والده كرم كرم لباقة الكلمة وأناقة التواصل ومضى مع شقيقه النقيب ملحم كرم في رحلة العمر، فتكاملا على ضفتي الحقوق والإعلام.

تبوأ عصام كرم سدة نقابة المحامين في بيروت في مرحلة دقيقة فحمل مشعل الحق مضاء. ما أقعدته صعوبة عن المبادرة، وما سلم لاستحالة، وما خضع ليأس. حافظ على الأمانة التي أعطيها، لا بل زاد عليها بقرارات حكيمة ومقاربات رؤيوية، فجمع حوله المحامين على تنوع الاراء والمشارب. ثبت وحدة نقابته التي ظلت هاجسه اليومي في مرافعاته وكتاباته وتجليات أعماله، حتى بعد انقضاء ولايته. ظل على جهوزيته في خدمة نقابته والوطن برأيه السديد وجرأته الموزونة وثقافته الواسعة.

آمن النقيب عصام كرم بدولة الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه، فكانت إستقلالية القضاء في صميم ايمانه، وقد جسد اقتناعه بها في عمله وحياته؛ وكلنا يقين بأنه لا خلاص للبنان إلا بقضاء مستقل يستعيد ثقة اللبنانيين بوطنهم ويسترد ثقة العالم بلبنان. رحم الله النقيب عصام كرم الذي نذر حياته للبنان وللمحاماة بالكلمة الهادفة، بالكتابة الراقية والأفعال الصائبة.

وتقديرا لذكراك أيها النقيب، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون‏ منحك وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر، وكلفني وشرفني أن أضعه على نعشك في يوم وداعك وأن أتقدم من عائلتك بأحر التعازي”.

خلف

ثم ألقى النقيب ملحم خلف كلمة النقابتين جاء فيها:” نسر هوى، رحل عصام كرم، رحل النقيب، هوت أرزة من أرز لبنان، من لحم ودم. انكسرت سنديانة من غابات دير القمر، من قيم وعز. طار نسر من نقابة المحامين، طار، طار، طار ثم هبط. ماذا تستطيع أن تفعل النسور في عالم الأقدار والصدف العمياء والأعمار المحدودة”؟

لم يودع، بل ابتسم بوداعة البسطاء الطيبين ومشى. حمل شمخة الرأس وأصالة الجبل وأنين الجراح وانسحب الى المستحيل. “فإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام”. أيها الأحباء، ويموت الإنسان. من الطبيعي أن يموت. وهذه هي إرادة الله.

ويرحل عصام كرم ليرقد في أرض دير القمر التي أحب، متظللا ببركة “سيدة التلة” وجوار “مربع” كرم ملحم كرم الذي رممه واستطاب السكنى فيه. يصمت عن الكلام سيد من أسياد الكلام، يغيب وجهه يدير ظهره ويمشي. وماذا تبقى؟ تبقى الكثير. وحده المحامي – المحامي يموت، ولا يدري أنه يترك نتفا هنا ونتفا هناك. وحده المحامي – المحامي يتوزع حضورا وشهادات ومواقف وذكريات وأسماء وصورا وحكايات. وحده المحامي – المحامي يتفعل، حياة وموتا وفي حضوره انتصار على الحياة والموت. فكيف إذا كان، هذا الراحل، نقيبا للمحامين؟ فكيف إذا كان هو عصام كرم؟ أليس بعض الأنام يرحلون وينتهون والسلام عليهم؟ وبعضهم يرحلون، وفي رحيلهم حضور عجائبي غريب؟. فكأنهم يرحلون عنا ولا يرحلون منا؟ النقيب عصام كرم، كان من هؤلاء، ذاك الضمير الذي لا يغيب.

أيها الأصدقاء، كثيرون منكم يعرف النقيب عصام كرم، فلن أعرف به. كثيرون تعلموا على يديه ومن قلبه، فلن أعلمكم إياه. كثيرون رافقوه، صاحبوه، ساهروه، سمروا معه، وهم الأدرى بطيب مجلسه. دعوني فقط أقول: هذا الرجل النقيب – المعلم، هذا العنقود العتيق، في أطيب عرائش نقابة المحامين، هذا المثقف المثقف، على خفر ووداعة، هذا الموسوعة المتنقلة، هذا النبيل الكريم يعطيولا منة، عاش على ثلاثة: القلم، الكلمة، الحق. فكان رجل الصفات الإستثنائية المميزة: رجل الحق، فلا يهاون ولا يهادن، ولا يختبئ وراء إصبع أو حجاب. رجل الشجاعة، مهما كانت مكلفة ومتعبة. رجل البذل، لا يكل ولا يتعب، لا يهدأ ولا يستريح، همه أن يعطي ويجود متحديا قهر الزمان. رجل الصلابة والعناد، يجهر في وجه الظلم والفساد والوصولية، فلا أنصاف حلول لديه ولا استسهال مواقف، يغضب، يصرخ، ولا ينحني.

الرجل الصعب في زمن التراخي والنفاق وتؤخذ عليه الصعوبة، فإن انتقد بها كانت وساما على صدره. رجل الصبر والجهاد، فلا تذمر او إستلشاقا، يعد ويفي، يتحمل المسؤولية ويؤدي الدور تماما. رجل النبل والشهامة، يساند زملاءه وأصدقاءه في كل حين، مهما كانت التضحيات كبيرة. رجل الكبرياء، صوته يجلجل بالحق، وأعصابه ثورة تمرد، وكأن بعض بطولات أبناء الجبل تسكن مواقفه، أبي كما الضمير، نقي كما شجرة زيتون على سفوح دير القمر، يعصف إن لمح استخفافا ولا يمهل أو يهمل.

أيها الراحل الكبير، عصام كرم، أنت العظامي والعصامي في آن. أنت النقيب الإنسان المتكامل والمحامي الذي يجسد شرف المحاماة. رحم الله والدك كرم ملحم كرم، الذي أورثك الحسب والنسب وهداك إلى رياض المحاماة والأدب غرسة باسقة نعتزبها نحن زملاءك وذويك ومواطنيك، فبقيت طوال حياتك على قول والدك: “علمتني الحقيقة ان أكرهها فما استطعت”.

لقد تآخت في شخصك المحاماة وموهبة الأدب واللغة، وعلق على صدور صفحات الصحف، ما سال عليها من نفثاتك واستقرت على جدران قاعات دور العدل، أطايب أنفاسك. سألت نفسي غير مرة أي حسن أكمل فيك: عقل نير أو لطف حديث، أو صدق، أو وفاء وولاء لا حدود له، للوطن، للمهنة، للنقابة التي نذرت نفسك لها؟ هو كل هذا بل أكثر. نلجأ إليك، عند كل صعوبة، فإذا أنت رجل المشورة وصاحب القرار. تقف، تعظ، تتكلم، تترافع على المنابر، على أقواس المحاكم، في مجالس النقابة والتقاعد وخارجهما. وكنا نحن نكاد نتسابق الى القول: كونوا في سكوت أيها الحاضرون. فنسمع كلماتك التي كانت إشراقة في وجه العتمة، قوة في وجه الظلم، رقيا في أزمنة التخلف والجهل.

لكم سعدت يوم السبت الماضي، وقد تقصدت قبيل انتهاء الخلوة النقابية، مناداتي باسم “ملحم” تحببا – وكأنك العالم أنه اللقاء الأخير – وقد قلت لي إنه يطيب لك مناداتي باسم شقيقك، رحم الله النقيب ملحم كرم، لما أكن لك من مودة وتقدير، ليتني أستحقهما… فأعاهدك، أن أبقى أمينا على وصاياك وإرشاداتك وتعاليمك، يا أشرف الراحلين.

أيها الزميل الآدمي، أنا أعرف تماما حبك الكبير للبنان. وقد قلت في مقال لك بعنوان “Vox populi Vox dei”، في شهر كانون الأول 2019: “نريد حكم الأوادم، هكذا قال الشعب. وصوت الشعب هو صوت الله”. فأؤكد لك، مستعينا بروحك الطاهرة: إن لبنان الموعود آت، إن لم نصنعه نحن، اصطنعه لنا الآخرون، سيصنعه الأوادم ولا أحد غير الأوادم مهما طال الزمن… لا النصابين، لا الوصوليين، ولا الإنتهازيين. والأوادم أمثالك هم ليسوا نوادر في دير القمر وفي الشوف وفي لبنان والمهجر. بمثل هؤلاء سيكون لنا وطن والوعد ليس بعيدا.

يا أكرم الراحلين، لقد أعطيت من قلبك، “فخذ من قلوبنا لك مسكنا”. إذ أتشارك ومجلس نقابة المحامين الأسى والحزن مع ذويك الأكارم وسائر عارفي فضائلك ومحبيك، أنحني أمام نعشك تقديرا ومحبة، وأقول: إذا كان الأموات يعيشون بقدر ما يحبهم الأحياء، فما أبقاك يا عصام، يا نقيب المناقب. أما نحن، ففي لحظتنا الموجعة الكئيبة، يحق لنا أن نبكي لأننا نحبك”.

رزق

وألقى الوزير السابق إدمون رزق كلمة بإسم “أصدقاء عصام كرم”، جاء فيها: “لأول مرة يخذلني عصام كرم، لأني كنت أمني النفس بأن يقف هو في وداعي، لكنه خذلني. أنا من وقف في وداع كرم ملحم كرم في دير القمر وفي الأونيسكو وفي الحكمة، وأنا من وقف في وداع ملحم كرم في نقابة المحررين وفي الأونيسكو. كنت أنتظر عصام أن يقف هو في وداعي. هذا الذي عرفته جارا من قبل أن يولد لزمالة بين والده كرم ملحم كرم ووالدي أمين رزق. زمالة الكلمة والصحافة والأدب والفكر والقوافي. ثم كان لنا أن نتجاور على مقاعد الحكمة لسنوات طويلة كنا فيها أخوين، وكان عصام بارزا ومتقدما ولامعا في زمن كان فيه ملحم كرم رحمه الله يقود الطلاب ويحمل المشعل. دخلت وعصام نقابة المحامين وحصلنا على الدرع الذهبية اليوبيلية. وخلال هذه السنوات كلها كنا معا، أمام الأقواس، أحيانا مواجهة وأحيانا في الجهة نفسها. عصام كرم ظاهرة وطنية فكرية وأدبية، فإنه علامة في اللغة العربية. هو مدمن قراءة وخطابة. أشعر بنفسي اليوم يتيما بفقد أخ لي مرة ثانية بعدما فقدت منذ عشر سنوات ملحم كرم”.

وألقيت كلمات لكل من كاهن الرعية الراهب المريمي الأب جوزف بو عون، الأديب رياض حلاق وجورج يزبك بإسم أبناء دير القمر، والمحامي الياس شديد بإسم العائلة تحدث فيها عن عصام كرم المحامي والإنسان والصديق والمرجع.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *