هي امرأةُ البحر”… قراءة في قصيدة نجوى الشدياق حريق “لوحة بحر” 

Views: 1371

د. عماد يونس فغالي

 

“يرسمني البحر 

امرأة بلون الماء …

يرسمني بصوت الملح 

القادم من الاعماق 

بغربة الأشرعة البيضاء 

بموج يرغو فوق الزبد 

بعناد يطوف خلف الافق 

بأنين و شكوى …

يرسمني 

ويمزّق انثاي 

كرجل لا يتقن النساء

ولا يحترف الحبّ 

ولا يدرك طعم الانوثة ..

يرسمني 

امرأة دون أشرعة 

لهباً دون نيران 

غضباً يرتفع الى السماء 

ويصبّ لحن غضبه

على اجنحة غيمة مرتحلة…

يرسمني البحر دمعة …

وانا ….أنا …أنا الزرقة 

التي

ان رحلت 

رحل البحر” (قصيدة نجوى)

 

“هي امرأةُ البحر”

امرأةٌ يخلعها البحرُ، يتعرّى منها يرسمها، خلوًّا من أنوثتها… 

“أنا المرأةُ” أمامه وهو البحرُ شبه رجلٍ  يرسمها بصوت الملح… يستعين بالصوت ريشةًً ليُسمع الرسمُ غربةً، موجًا يرغو بعناد، بأنين…

 

شبه رجل يمزّق أنثاي… 

لا قيمة للمرأةِ من دون أنوثتها. هو لا يتقن النساء، لا يحترف الحبّ، لا يدرك طعم الأنوثة… 

يرسمها امرأةً دون أشرعة، لهي غريبةٌ في متنه، لا تعرف هويّتها… 

تبقى في لوحته “أنا… الزرقةُ” متى رحلت، رحل البحر.

 

أضحت هي المرأة هويّةَ البحر، قل كينونته…

لا وجودَ له من دون “من يكون”. 

لهذا، امرأة بلون الماء بصوت الملح، “يرسمني بدون أشرعة… أنا الزرقة”. 

حقل البحر المعجميّ يحدّد هويّة المرأة، يشرح “أنا”ها… 

هي امرأةُ البحر، 

والبحرُ في استعارته رجلٌ لا وجودَ له من دونها. لا رجولةَ فيه خارج أنوثتها…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *