إضحكي

Views: 555

سهيل مطر

إلى التي بكت مرّة

وقالت لي: تذكّر…

وأنا… ما زلت أتذكّر…

إضحكي،

عمرُنا قصير،

لا شيء في هذا الزمن الصغير،

يستحق دمعة من عينيك

لا رجل

لا قضية،

لا، ولا العصافيرْ

وهي تطير

وتسقطُ بطلقةِ بندقية…

***

هذي الرياح الآتيةُ من الصحراء

قصفَت وردَ الضياء

نسجت من ليلِها الملعون

شالاً من شتاء

لملَمَتْ كل البهاء

عانقتْ طفلاً صغيرًا

كان يحلمُ بالقمر

وبفيّات الشجر

قالت له: أنا القدر

بِعْ كل شيء… واتبعني

وارتحل القمر…

***

لماذا تبكين؟

لماذا تصادرين تشرين كحلاً لأهدابك؟

عمّن تسألين

لماذا تقلقين؟

اضحكي،

تعالي، نضع نقطة على سطر الجراح والأنين

نتكسّر،

نتفجّر،

واضحكي

لأجلِكِ اخترعتُ قبلةً جديدة

وكما الطفل، في قربانته الأولى،

استقبلُ شفتيك،

أتلو فعلَ ندامة،

 كلُّ شفةٍ قبلَكِ،

تجربةُ شفة،

كلُّ شفةٍ بعدك

خطيئةُ حبّ،

في شفتيك، يا صغيرتي،

يسكرُ الزمانُ والمكانُ،

فلتتقدّس شفتاكِ.

اضحكي،

في ضوء عينيك جراح تتعطّر،

وبلاد تتحرر،

اضحكي،

علّني، في آخر الليل،

على مدّ شرايينِ الزمان

أتحرّر، أتحرّر…

***

(*) من ديوان “كتاب للحب في زمن الحرب” (2007)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *