لا تسألوا

Views: 384

جوزف أبي ضاهر

 

يروّض الحكّام النّاس، ليلعبوا معهم لعبة «الظلّ والنور»، ليُدخلوا بصرهم في مسامهم.

تهرب الناس من دوران يصيبها، تقع… تنوجع الأرض، وتكتم وجعها.

يلبس المهرّج قناعًا. الحكّام ليسوا بحاجة إلى أقنعة.

الذين بيوتهم من دون سقف ينامون في العراء… والذين وطنهم من دون بيوت تسرقهم الريح.

يهاجرون، يهربون عراةً حتّى من أساميهم… من ذكرياتهم. لن يعودوا بحاجة إليها.

الذكريات قاتلة… قاتلة.

يحمل السفر حقائبه. تَفرّغ المدن من أهلها. تنحدر العتمة من فوق. وينحدر النور من فوق.

ما هذا «الفوق» المسكون بالنقيضين.

مهلاً. لا تسألوا مهاجرًا: أسَمعتَ نباح كلب وأنت تغادر؟

 

غبار

 

سألتُ الغبار من أهلَكَ؟

ردّ: الذين ذهبوا.

­ ولماذا لم تلحق بهم؟

 بقيت لأبني أجساد النعاس.

 

فراشة

 

جَلستُ وحيدًا بين جَمعٍ من الناس، وما شاهدوني.

نبتت زهرة الانتظار فوق كفّي. حطّت فراشة فوقها:

سَرَقت عين رسام.

وقّعتِ اللوحةَ باسمها.

 

كذب

 

كنت صغيرًا يوم خبّروني برهبة ما بعدها رهبة:

«سيخنقك الله إذا كذِبت»!

كبرت… وصرت كلّما تحسّست عنقي أضحك… وأضحك من كثرة الكذب.

 

[email protected]

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *