صَدَى الصَّمْت

Views: 745

محمد نعيم بربر

 

 أَعِيْشُ وَحِيْدًا مِنْ صَدَى الصَّمْتِ مُتْعَبـًـا

فَلَوْ كُنْتُ فِي سِجْنٍ لَكَلَّمْتُ سَجَّانِـــــــــي

وَمَا كُنْتُ قَبْلَ الْيَومِ ، أَشْكُو وَإِنَّمَــــــــــا

يَزِيْدُ صَدَى صَمْتِي ، هُمُومِي وَأَحْزَانِـي

وَمَا كَانَ سِجْنِي ، غَيْرَ مَنْفَىً ، بَغُرْبَتِـــي

وَحُرَّاسُــــهُ مِنْ جِنْسِ قَيْدِي وَقُضْبَـانِـــي

وَهَلْ تَسْمَعُ القُضْبَــــانُ أَنَّاتِ مُتْعَـــــــبٍ

وَشَكْوَى غَرِيْبٍ ، مِنْ عَذَابٍ وَحِرْمَانِ؟!

وَهَلْ تُوْجِعُ الشَّكْــــوَى تَعِلاَّتِ مُثخَـــنٍ

جِرَاحَاتُهُ مَنْفَىً ، وَغُرْبَــــــةُ أَوْطَـانِ ؟‍‍!

عَجِيْبًا أَرَى صَمْتِي ، بَلِيْغــًا مِنَ الأَسَى

فَقَدْ ضَاعَ بِي صَمْتِي ، وَضيَّعَ عُنْوَانِي

سَأَبْحَثُ عَنْهُ فِي مَتَـــاهَاتِ وَحْدَتِــــــي

وَمَا وَحْدَتِـــــــي إِلاَّ جِرَاحِي وَأَشْجَانِـي

سَأُجْهِدُ نَفْسِــــــــي بَاحِثًا أَقْطَعُ الصَّـدَى

عَلَى وَقْعِ أَوْتَــــارِي وَخَفْقَــةِ شِرْيَانِــي

أُفَتِّشُ عَنْهُ خَافِقًــــا بَيْنَ أَضْلُعِـــــــــــي

فَرَجْعُ الصَّدَى وَهْمٌ بِآذَانِ حَيْــــــرَانِ!!

وَهَلْ يُشْبِــــــــهُ الرَّجْــعُ الْبَعِيْدُ مِثَالَــهُ

إِذَا كَانَ ذَاكَ الرَّجْــعُ فُوْهَةَ بُرْكَانِ ؟!

فَقُلْتُ : لَعَلَّ الْفِكْرَ يَجْلُــــــو حُــدُوْدَهُ

أَوَ انَّ بِفِكْرِي يَنْجَلِي حُكْمُ بُرْهَانِـــــي

وَمَا الْفِكرُ إِلاَّ خَيْبَــــــةٌ حِيْنَ تَنْجَــلِــي

حَقَائِقُ هَذَا الْكَونِ فِي الْعَالَمِ الْفَانِـــــي

يَلُوذُ إِلَيْهَا ، كُلَّمَــــــــــا لاحَ لِلْـــوَرَى

جُمودٌ بِعَقْلٍ ، أَوْ أَضَالِيْلُ شَيْطَــــــــانِ

عَصِيٌّ عَلَيَّ الْبَحْثُ عَمَّــــا أُرِيْــــــدُهُ

إِذَا كَانَ خَلْفَ الصَّمْتِ ثَوْرَةُ إِنْســــانِ

رَجَعْتُ كَأَنِّي كَالْمعَرِّي بِسِجْنِـــــــــهِ

أُفَلْسِفُ فِي فِكْــرِي ” رِسَالَةَ غُفْرَانِ”

عَيِيْتُ فَلَمْ أُفْلِـــــــحْ  وَقَدْ زَادَ حَيْرَتِـي

تَنَاقُضُ أَمْرِي بَيْنَ عَقْلِي وَوِجْدَانِي!!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *