تساؤلات وخواطر في زمن كورونا

Views: 353

 رندلى جبور 

كثيرة هي الاسئلة والخواطر التي تتسلّل إلى الذهن في زمن كورونا… في زمن الخوف والقلق واللا وضوح… في النفق الذي يبدو وكأن لا ضوء في آخره… في الحجْر الذي أقام حواجز ولو غير مرئية بين البشر… في السجن الذي حوّلنا جميعاً أسرى بسبب سلاح لا يمكن أن نراه.

أسئلة من طراز:

– هل ما يحصل لكوكبنا الأرضي هو رسالة ربّانية لنا نحن البشر؟

– هل هي دعوة لتغيير سلوكياتنا؟ لعودةٍ إلى الذات؟

– هل هي نتيجة ارتكابات السياسات المتوحشة؟ أو حتى نتيجة كثرة الخطايا الفردية؟

– هل نحن في حقيقة أم في وهم؟

– هل نحن أمام حرب من صنع البشر أم أمام قصاص أم أمام محطة طبيعية في دورة الحياة؟

– هل هناك من مستفيدين بطريقة أو بأخرى بموت الكثير من الناس؟

– هل ما يحصل مرعب إلى هذا الحدّ فعلاً أم أن تضخيماً ما يحصل لسبب ما؟

– هل ما زالت العجائب والمعجزات ممكنة في زمننا الحاضر ونستفيق ذات يوم قريب على خبر أن انتهى كل شيء ويمكننا البدء من جديد؟

– هل يتعلّم قادة العالم من هذه التجربة ويبدّلون الأولويات في سياساتهم فيعود الانسان وصحته إلى أول اللائحة؟

– هل تغيّر كورونا النظام الدولي؟

– هل تؤدي إلى إعادة النظر ببعض الايديولوجيات والأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟

– هل يكون العام 2020 محطة مفصلية جديدة في تاريخنا البشري؟

– وأخيراً من يدفع ثمن ماذا في كل ما يحصل؟

 

وبعد… الاسئلة لا تنتهي، ولكن فلننتقل إلى بعض الخواطر ونسجّل التالي:

– إن حياتنا الروتينية مع كل متاعبها وطلعاتها ونزلاتها هي نعمة بحدّ ذاتها، وربما لم نر تلك النعمة بعمقها إلا عندما كسرت كورونا هذا الروتين.

– إن العودة أكثر إلى الصلاة والتأمل باتت ضرورة ملحة، وعودة الانسان إلى إنسانيته كذلك.

– أمام الاوبئة والامراض ليس هناك كبير أو صغير، دولة عظمى أو دولة من العالم الثالث، بل هناك إنسان أو نظام أو حزب أو جماعة أو دولة، أظهرت هذه الحرب معدنهم وحقيقتهم.

– إن الخوف قاتل، وما يولّده من حالة انتظار بلا رؤية واضحة موجع ربما بقدر المصيبة بذاتها. 

– إن الخسارة الحقيقية هي الفقدان… أن تفقد إنساناً أو تواصلاً أو غمرة أو عادة اجتماعية. أن تفقد يومياتك وأحلامك. أن تفقد أملك وطموحك. أن تفقد التطلع إلى الغد وتعيش أسيراً ليوم مملّ بارد ولو كنت منشغلاً بألف مهمة ومهمة.

– إن الربح الحقيقي هو في الخدمة التي يمكن أن تقدّمها في الظروف الصعبة كتلك، والبطولة هي في أن تتحدّى هذه الظروف وتقف في الصفوف الامامية لا من أجلك أنت بل من أجل الآخرين… كورونا!

***

(*) “المدى”

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *