كاتدرائية القديس جاورجيوس في الميناء

Views: 100

د. جان توما

بناها الأرثوذكس من حجارة طرابلس التاريخيّة التي دكّها “قلاوون” المملوكي بعد إخراج الفرنجة منها عام ١٢٨٩م كي لا يعودوا إليها وقد فرّوا بحرًا، لذا تجد فيها مزيجًا من الرموز الفينيقيّة والبيزنطيّة والمملوكيّة في إشارة واضحة إلى الفنّ المعماري يومها الذي استفاد من التراكمات الهندسيّة المتوافرة لبناء كاتدرائيّة جاءت آية عمرانيّة تاريخيّة أثريّة.

جاء في الوثائق أنّ إبراهيم باشا الملقّب بالكردي ساعد في استصدار فرمان البناء لترتفع عام ١٧٣٥م. بعد تقديم الطلب عام ١٧٣٢م. (contentbeta.com) إلى الباب العالي.

من الواضح أن قلاوون عندما دكّ طرابلس البحرية عمد إلى استكمال بناء طرابلس النهريّة الحالية في محيط القلعة وصارت طرابلس التاريخيّة أي الميناء حاليا خرابًا، كما في التسمية الحالية لسوقها القديم في ” حيّ الخراب”.لكن عندما عاد السكن إلى الميناء في القرن الخامس عشر بسبب الحركة البحريّة التجاريّة عمد أهل الميناء إلى العمران: بيوتا ومساجد وكنائس، ومنها هذه الكاتدرائية.

تقوم هذه الكنيسة الأرثوذكسيّة على حزمة أعمدة، وكلّ حزمة مؤلفة من سبعة عواميد، كيفما نظرت إليها، تماهيا مع ما جاء في موضوع أعمدة الحكمة السبعة أو كرقم مقدّس. ثم تأتي الحنيات المقنطرة المتألقة هندسيّا، إلى جانب كتابة آيات من مزمور بالخطّ العربي الفنّي، وقد أخفيت بمطوّلات خشبيّة حفاظًا عليها من التشويه بفعل الزمن. هذا ويبدو الفنّ المملوكي على إيفونسطاس الهيكل في فنّ دمج الرخام باللونين الأبيض والأسود، كما يعود الصليب المرفوع فوقه من الخشب المشغول فنّيا إلى العام ١٨٦٠م.

يبقى اختصارًا أنّ مذبح الكنيسة يقوم على مغارة قديمة يؤمها الناذرون من مختلف الطوائف تقديرا للقديس “جاورجيوس” أو “الخضر”.

 

الصورة بعدسة جاك أرتو

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *