“قوة الشفاء في الفاكهة” (7)… البطيخ… دواء للحوامل ومرضى القلب وخط الدفاع الأول ضد العمى الليلي لدى الأطفال

Views: 689

خصّت الدكتورة أماني سعد ياسين، مشكورة، موقع Aleph-Lam  (مجلة Superstar) بحقوق النشر الالكتروني لمضمون كتابها  “قوة الشفاء في الفاكهة” (الدار العربية للعلوم ناشرون ش.م.ل)، لما له من فوائد صحية، بخاصة لجهة تقوية مناعتنا طبيعيًا في زمن فيروس “الكورونا” المرعب، الذي يجتاح العالم. في ما يلي الحلقة السابعة.

 

 

د. أماني سعد ياسين

مَن منا لا يعرف البطيخ؟! فهو من أحبّ الفواكه الصيفية وأوسعها انتشاراً، فتكاد لا تخلو منه مائدة خلال هذا الفصل لتأثيره المرطِّب والمبرِّد..

ولا تخلو النزهات في فصل الصيف إلا حين تشبع البطون ويأتي وقت تناول البطيخ البارد.. فلا شيء يطفئ الحرارة ويزيل العطش أكثر من البطيخ!!

وهنا أيضاً مفاجأة أخرى وهي أن البطيخ، خلافاً لما يتوقعه أغلب الناس، يحتوي على عناصر عديدة مفيدة للصحة، فهو يحتوي على نسبة عالية من الماء تبلغ حوالى 93-% من وزنه، لذا فهو يُرطِّب الجسم ويُنقِّيه من السموم والفضلات، هذا إضافة إلى الفيتامينات والمعادن والألياف وخصوصاً الفيتامينات A وC والفوليك أسيد B9.

 

المركّبات الدوائية الفعّالة

Vitamin A      Lycopene

Potassium           Fiber

مكوناته

يحتوي البطيخ على نسبة عالية من الفيتامين A الذي يُعتبر خط الدفاع الأول ضد العمى الليلي عند الأطفال، كما يحوي كمية لا بأس بها من الفيتامين C اللازم للوقاية من داء الحفر (الإسقربوط). ومن أهم ما يحتوي عليه البطيخ حمض الفوليك، واحد من مجموعة الفيتامين B، والذي له دور أساس في الوقاية من العيوب الخُلُقية للأطفال حديثي الولادة ومن أمراض القلب أيضاً.

كما يحتوي البطيخ على نسبة مرتفعة من البوتاسيوم الضروري للمحافظة على مستوى جيد وسليم لضغط الدم الشرياني.

وأخيراً، فإن للألياف القابلة للذوبان الموجودة في البطيخ دوراً لا يستهان به في الوقاية من أمراض الجهاز الهضمي ومحاربة الإمساك وتسهيل التخلص من الفضلات السامة بسرعة، والوقاية بالتالي من الابتلاء بسرطان القولون.

 

البطيخ منشِّط مثالي ومجدِّد للطاقة

وهو يُعطي إحساساً بالبرودة في أكثر الأيام حراً. يحتوي على 7-% من المواد السكرية السهلة الهضم والتمثيل وعلى نسبة قليلة من البروتينات أيضاً. لذلك يُعتبر البطيخ من أفضل الأغذية لتجديد الطاقة اللازمة للجسم لاحتوائه على الماء بكميات كبيرة وعلى السكريات والأملاح المعدنية الهامة أيضاً وكأنه مصلٌ طبيٌّ لتعويض الجسم ما خسره!!

أما بذور البطيخ فعدا عن كونها تؤكل للتسلية في الجلسات والسهرات فهي ذات قيمة غذائية عالية إذ تحتوي على البروتينات (27¬%) والدهون (43¬%) والنشويات (15,7-%)، لذا فهي مفيدة لكل مَن يحتاج إلى الطاقة كالمفكرين والرياضيين والتلاميذ.

 

البطيخ مدرّ للبول، مخفِّض لضغط الدم

إذا كنت تشكو من ضغط الدم المرتفع وتتبع حمية منخفضة الملح وغنية بالأملاح المفيدة كالبوتاسيوم فمن الجيد أن تدخل البطيخ بنوعيه (الأحمر والأصفر) في نظامك الغذائي فهو من أغنى الفواكه بالبوتاسيوم، العنصر الأهم لحفظ ضغط الدم الشرياني منخفضاً.

ويعمل البوتاسيوم الموجود في البطيخ كمدرٍّ طبيعي للبول آخذاً معه السوائل الزائدة في الجسم، كما يؤثر إيجابياً على الشرايين فيرخي الجدار الشرياني ويتسع الشريان تلقائياً؛ ومعروف أن مرضى ضغط الدم الشرياني المرتفع يوصف لهم أدوية مدرّة للبول (Diuretic) كعلاج للتخلّص من السوائل الزائدة ما يؤدي بالتالي إلى خفض مستوى ضغط الدم الشرياني لديهم، وكثيراً ما يكفي العلاج بهذه الأدوية وحدها.

كما يوصف لهؤلاء المرضى البوتاسيوم أيضاً كعلاج فعّال. لذا ينصح بتناول البطيخ على أنواعه كمصدر غني بالبوتاسيوم، والنتيجة طبعاً ضغط دم طبيعي، ما يُخفِّض من خطر حدوث الحوادث الخطيرة والمميتة كالذبحة الصدرية والسكتة الدماغية (Stroke) وغيرها.

 

البطيخ: مطهِّر للكلى ومذيب للحصى

ومن فوائد البطيخ أنه يذيب الحصى ويمنع تشكُّلها بسبب خاصيته المدرّة للبول، وذلك من دون أن يُسبِّب أي أذى أو تهيّج للمجاري البولية أو المثانة كما تفعل أكثر الأدوية المدرَّة للبول والتي توصف في مثل هذه الحالات.

 

البطيخ غسول ومُطهِّر للجهاز الهضمي

من العناصر المهمة التي لا غنى عنها لعمل الجهاز الهضمي الألياف (Fibers) فهي من الأهمية بمكان لدرجة أن الأشخاص الذين لا يتناولون حاجتهم منها هم في خطر أكبر للإصابة بمرض سرطان القولون، كما أمراض الجهاز الهضمي الأخرى.

ويحتوي البطيخ على نوع من الألياف القابلة للذوبان تفيد بشكل خاص في الحفاظ على سلامة القولون، فهي تمتصّ الماء في أثناء نزولها في الأمعاء مما يُسهِّل عملية التبرُّز ويمنع الإمساك، ويسرِّع عبور الفضلات السامة والمؤذية في مسار الجهاز الهضمي مُخفِّفاً قدر الإمكان من تماس هذه المواد مع جدار الأمعاء، مانعاً تهيّج هذا الجدار وتقرُّحه، ومقلِّلاً من عدد اللحميات البارزة (polyps) في الجهاز الهضمي، وواقياً من الإصابة بسرطان القولون.

وفي دراسة أُجريت في جامعة هارفارد الطبية تبيّن أن حمض الفوليك، الموجود في البطيخ بمقادير جيدة، يقي من بروز هذه اللحميات التي قد تتحوّل فيما بعد إلى سرطان حتى حدود 33-%.

البطيخ للمرأة الحامل دواء وأكثر

من أهم الاكتشافات الطبية في القرن الحالي، ما تبيّن من أن النساء في سن الحمل والإنجاب إذا استهلكن حمض الفوليك بمقدار لا يقلّ عن 400 مكغ يومياً فإن نسبة ولادة أطفال ذوي عيوب خُلُقية في الدماغ والنخاع الشوكي (Neural tube defects) سوف تنخفض إلى النصف أو أقل حتى. وهذا ما ظهر جلياً في دراسة حديثة أُجريت على 4000 أمّ، فقد بيّنت هذه الدراسة أن الأمهات اللاتي تناولن مقادير كافية من حمض الفوليك (Folate) انخفضت لديهن نسبة ولادة أطفال مع عيوب خُلُقية في الدماغ والحبل الشوكي حتى حدود 60 في المئة أقل من الأمهات اللاتي استهلكن كميات أقل من الفولات. صحيح أن البطيخ ليس أغنى الفواكه بالفولات فهو ليس أغنى من البرتقال أو التوت أو البلح أو الفريز مثلاً إلا أنه يؤكل بكمية أكبر، فالشخص الواحد قد يأكل بمعدّل كوبين أو أكثر بكثير منه في الوجبة الواحدة، وإذا كان الكوب الواحد يؤمن 7–10 ميكروغرامات من الفولات تقريباً فهو إذاً مصدر مهم له، ويؤمِّن الشمّام أي البطيخ الأصفر مقداراً أكبر من الفولات. وللقياس فإن الكوب الواحد يساوي ما يقارب خمس قضمات كبيرة فقط.

من هنا، فالبطيخ لا يفيد فقط أمهات المستقبل، بلا هو أساسي للوقاية من أمراض القلب والشرايين فهو يخفِّض نسب الهوموسيستيين (homocystein) في الدم الذي إذا زاد عن مقداره الطبيعي أدّى إلى تسريع عملية انسداد الشرايين وأمراض القلب.

من هنا، فإن تناول مقادير جيدة وكافية من حمض الفوليك يحمي من الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

 

كيف تحصل على أفضل النتائج؟

  • اختر البطيخ ذا الطرف الأصفر أو البيج

في هذه الحالة يكون البطيخ قد تُرِك لينضج في الحقل وستكون البطيخة ناضجة ولذيذة بالتأكيد، أما إذا كانت خضراء بالكامل فذاك يعني أنها قُطفت قبل أوان نضجها ولن تتلذّذ حينها بنكهتها وطعمها الطيّب واللذيذ!!

  • احفظها في البراد

ما إن يُقطّع البطيخ، يجب تغطيته وحفظه في البراد كي لا يخسر ما يحويه من مغذّيات نتيجة التعرض للضوء، فهو سريعاً ما يخسر ما يحويه من هذه العناصر الغذائية والفيتامينات. كما أن الفولات تتأثر سريعاً بالحرارة لذلك يجب حفظ البطيخ كاملاً أو بعد قطعه إلى نصفين في مكان مظلم وبارد!!

  • اصفعها!!

عندما تريد أن تشتري البطيخ، ولكي تعرف مدى نضجها يجب أن تصفعها بيدك صفعة جيدة، فإذا تردد صدى وكأنها خالية من الداخل بدل أن تكون جامدة وممتلئة، حينها تكون ناضجة وجاهزة للأكل وإلا فلا!!

 

وصفات صحِّيَّة لذيذة

كوكتيل البطيخ والفريز المثلّج

كوكتيل لذيذ ومبرِّد في أيام الصيف الحارة إضافة إلى أنه مفيد جداً وسهل التحضير أيضاً.

المقادير

* كوب عصير بطيخ أحمر

* كوبان من الشمّام (بطيخ أصفر) مقطّع

*6 حبات فريز (فراولة) مجلّدة

طريقة التحضير

–توضع المكونات كلها في الخلاّط الكهربائي وتُخلّط لمدة 15–30 ثانية ثم تُصب في أكواب وتُقدّم باردة. تؤكل بالملعقة مع أصابع البسكويت.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *