الجامع الكبير العالي في الميناء

Views: 1379

د. جان توما

هو جامع الناس يوميًا من مختلف الطوائف في المينا، بتاريخه وموقعه في “سوق الإسلام”، أي السوق الاقتصادي الأساسي في المدينة. 

تحت قبوة الجامع كانت تقوم ، وما زالت، مجالس لقاءات شرائح المدينة، ومن تحت هذه القبوة تألق النسيج الميناوي الأهلي.

أما المؤسس فغير معروف وكذلك تاريخ بنائه، ولكنه يعود إلى العهد المملوكي العثماني. يصعد إليه بالدرج، أما مكان الوضوء فمنخفض عن بيت الصلاة بعدة درجات.

قام بتجديده وتوسعته أبو بكر بن محمد آغا ١١٣٥ هجرية/ ١٧٢٢ ميلادية، و على الأغلب كان من حكام طرابلس، وقد ترك لوحة عليها اسمه وتاريخ البناء مع الجملة الآتية: ” هنيئا لمن بني وكان للخير سابقا وكبر مسجدا فنعم ما بنى وله ما أبقى”، ما يؤكد وجود بناء قديم أثري للمسجد. من هنا يلاحظ اختلاف في هندسة البناء بالقناطر، ووجود قبلتين للصلاة بدل واحدة.

هذا ويقوم  المسجد على عقود مقرنصة تعلو عدّة دكاكين، لذلك سميّ ب”العالي”، وقد قام رئيس بلدية الميناء إبراهيم  علم الدين عام ١٩٠٢م. ببناء درج خارجي من ناحية البحر ، من الشارع العام، بعدما كان الدخول محصورًا من داخل السوق القديم.

يشكّل المسجد  آية في الفن المعماري، إذ كانت نوافذ المئذنة تقوم على عقود مقرنصة بفتحات متعدّدة، بشكل تقي المؤذن من المطر خلال الشتاء.هذا  وقد أقام معلّم البناء في المئذنة  علامة دائمة تنبىء بوصول الشمس الى خطّ الهاجرة موعد أذان الظهر على مدار فصول السنة، ويتميّز المسجد أيضًا بالمنبر الخشبي الذي يحمل نقوشًا إسلامية.

خدم المسجد الشيخ منير ملك (١٨٨٤- ١٩٤٧م.  ، مفتي طرابلس والشمال، الذي كان مرجعًا لأهل الميناء، وتولّى بعده الشيخ سراج الدين ملك، أمين الفتوى (١٩٣٦-١٩٩٨) الخدمة لتنتقل إلى ابنه الشيخ سامي ملك الذي يؤم المسجد منذ خمس وثلاثين سنة.

***

(*)  المراجعة والصور من الشيخ سامي ملك

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

  1. الابداع الذي تقوم فيه يعطي لمحه عن التاريخ المجيد لهذه المدينه الفاضله الي جانب اسلوبكم الشيق بالكتابه يدخل الكلام من القلب الي العقل دمتم دكتور جان توما ابا زياد