في ديوانية كمال الصليبي (Ⅹ): بيروت والتوراة والإنجيل والقرآن

سليمان بختي

كان اللقاء هذه المرة مميزا في ديوانية كمال الصليبي بحضور الفنان التشكيلي امين الباشا الذي قدم له كتابه ” بيروت امين الباشا”  مائيات ورسوم (1953-2009) الصادر بمناسبة بيروت عاصمة عالمية للكتاب. وتضمن الكتاب نصا عن بيروت كتبه الصليبي. تذكّرا معًا بيروت من راس النبع حتى راس بيروت.

 

وذكّره كمال انه كان زميلا لشقيقه الموسيقي المعروف توفيق الباشا في المعهد الموسيقي التابع للجامعة الاميركية. قال كمال الصليبي ان الرسم والفن والموسيقى والكتابة تنبع من التصور. وافقه الباشا وقال بأن الفن ليس المدارس او المذاهب، هناك على ما يقول فيردي فن جميل او فن غير جميل. شكره كمال الصليبي على كتابه الرائع والذي اعتبره وثيقة جمالية تاريخية عن بيروت التي فعلنا المستحيل كي نبشّعها.

 

سأله امين الباشا عن كتابه “التوراة جاءت من جزيرة العرب” وعن الضجة التي اثارها لدى صدوره، وعن ماذا لو وجدوا في اسرائيل بقايا او آثار من هيكل سليمان؟ صمت الصليبي لحظة ثم قال:” لن يجدوا شيئا… واذا وجدوا سأصدر بيان اعتذار حول مجمل طروحاتي في “التوراة جاءت من جزيرة العرب”.

 

تحدّث كمال الصليبي عن العمر وقال:” على المرء ان يتذكر في كل مرة كم بلغ من العمر وهل سلوكه يتناسب مع عمره”. تحدث عن والدته التي كانت تحفّظه الانجيل غيبًا حتى حفظه عن ظهر قلب. وانه لا يزال حتى اليوم معجبا بعظة الجبل.

 

تحدث عن والده الذي احضر له المشايخ لتمكينه من اللغة العربية عبر قراءة القرآن الكريم وتجويده وتحسين مخارج الالفاظ. سأله احد الحاضرين واظنه عبد الرحمن شمس الدين عن العنف في لبنان، وهل صانت التقاليد لبنان من العنف؟  قال”هناك رموز حاولت في هذا الاتجاه ولكن لم يبنَ على هذا التأسيس. واعطى مثلا الامام الاوزاعي في لبنان. وبعض المبادرات من جمعيات ومؤسسات وافراد في زمن الحرب الاهلية”. ثم اردف: “بكل الاحوال الشعوب الحرة تصنع الحروب الاهلية اما الشعوب المستعبدة فتصنع الانقلابات”.