انتظار

Views: 721

جوزيف القصّيفي

 

الرصيف يغسل وجهه

والإقدام تدوس… وتدوس

وبقايا الاحواض ترتجف

والريح تعوي 

تقهقه…

المظلات تتعانق

وهو خلف زجاج المقهى

يرسل دخان غليونه

والدخان ينعقد دوائر

ينتظم حلقات حلقات …

وثمالة القهوة

في قعر الفنجان 

والفنجان يتلوى

بين أصابعه

والنادل يقيس الزمن

بخطاه الرتيبة

يوزعها بين زاوية وزاوية …

صقيع الانتظار يلف  المكان

يطوي عقارب الساعة…

وكلب شارد خارجا 

ينفض عن جلده 

آثار الشتوة المفاجئة

ينبح متحديا الريح 

والريح تعصف.. وتعزف …

وهي خلف زجاج المقهى

تقتل الوقت بمرآة

تتلمس شفتيها

تطبقهما… وتشد 

فتكسو الحمرة كل الزوايا…

عين على الرصيف

وأذن تتابع وقع الخطى 

وقلب ينتظر… 

هي مثله في صقيع الانتظار

هو لا يملك مرآة 

وينتظر شفتين

تلونان شفتيه …

هو مثلها: عين على الرصيف

وأذن تترصد الخطى …

هي لا تملك غليونا

ينفث دخان السأم…

هي تنتظر شفتين

بلا لون … باردتين…

لتسكب فيهما دفئها الخمري…

عقارب الساعة تعدو

تنظر إليها بتبرم…

يتفحصها بشيء من ضجر

والرصيف يغسل وجهه 

والإقدام تدوس … وتدوس..

وبقايا الاحواض ترتجف…

العتمة تزداد…

الريح تولول…

وهو في فنجانه الخامس

وهي في الظفر الثالث…

دخان غليونه يتكاثف…

وجهها بلون شفتيه صار

 وعقارب الساعة تدور…

قام عن طاولته:

تنتظرين؟

 ردت:

تنتظر…؟

والرصيف يمشي…

والناس تمشي…

أقدامها تدوس الرصيف ….

والرصيف يدوس الزمن…

وانا في الانتظار …

قالت وشتوة تكوثرت

في عينيها…

الريح تعصف، تعزف وتعوي

والكلب ينبح متحديا الريح

وبقايا الاحواض ترتجف

وانا في الانتظار…

أنرحل لنصبح شوق الانتظار

ونكون عقارب الساعة؟….

وخرجا. انضما إلى جوق الاقدام….

يد تمسك المظلة 

وأخرى تمسك بالمرآة

وقبعة دكناء

تلوح خلف دوائر الدخان

وخطى  رتيبة تدوس الرصيف

وتلحق الزمن

والرصيف يغسل وجهه 

والريح تعوي … والكلب ينبح…  

نافضا عن جلده 

آثار الشتوة المفاجئة…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *