نَمْرود

Views: 11

  سلمان زين الدين

 

  وَحيدًا في مَهَبِّ الخَوْفِ،

لا تَلْوي عَلى شَيْءٍ،

وَلا تَقْوى عَلى التَّحْديقِ

في عَيْنِ الوَباءْ.

فَأَيْنَ بُرُوجُكَ الشُّمُّ الَّتي

 شَيَّدْتَها، يا أيُّها النَّمْرودُ،

كَيْ تَجْتاحَ مَمْلَكَةَ السَّماءْ؟

***

  وَأَيْنَ هِيَ الصَّواريخُ الَّتي 

صَنَّعْتَها لِتُلَقِّنَ الدًّنْيا

دُرُوْسًا في الفَناءْ؟

***

   وَأَيْنَ؟ وَأَيْنَ ما اقْتَرَفَتْ يَداكَ

 منَ الجَرائِمِ وَالخَطايا،

أَيُّها المَجْبولُ بِالنَّقْصِ الكَبيرِ،        

إزاءَ آلِهَةٍ تَحُدُّ

لِكُلِّ جَبّارٍ عَنيدٍ حَدَّهُ

حَتّى يَكُفَّ عنِ الغِوايَةِ

أوْ يَثُوبَ إلى السَّواءْ؟

***

   فَها جُرْثومَةٌ صُغْرى  

تُعيدُكَ، حَتْفَ أَنْفِكَ،

أَلْفَ عامٍ إلى الوَراءْ،

تُعيدُكَ لِلْوُلوجِ الصَّعْبِ

في الخُّمِّ الَّذي مِنْهُ

انْطَلَقْتَ إلى المَدى،

وَتُعيدُ لِلصَّوْتِ الصَّدى، 

وَتُعيدُ مَجْراكَ العَنيدَ

إلى التَّقَيُّدِ بِالضِّفافِ،

وَبِالقَوانينِ الَّتي تَرْعى

التَّدَفُّقَ في دَساتيرِ البَقاءْ.

***

   تَوَقَّفْ، أيُّها المَطْرودُ

مِنْ فِرْدَوْسِكَ المَفْقودِ،  

عَنْ خَرْقِ النَّواميسِ العَتيقَةِ

كَيْ تُمارِسَ حِقْدَكَ الأَعْمى 

عَلى أَهْلِ السَّماءْ.

***

   تَوَقَّفْ، أيُّها المَهْووسُ بِالفَوْضى،

عَنِ العَبَثِ المُنَظَّمِ بِالطَّبيعَةِ

وَالبَسيطَةِ وَالفَضاءْ،

وَكُفَّ عَنِ التَّصَرُّفِ 

بِالمَساراتِ الَّتي يُفْتي بِها

القَدَرُ القَديرُ،

وَبِالمَصائِرِ حِيْنَ يَرْسُمُها

القَضاءْ.

***

  فَها جُرْثومَةٌ صُغْرى

تُعَرّي مَجْدَكَ المَزْعُومَ،

تَكْشِفُ عَجْزَكَ المَسْتورَ

كَيْ تَبْقى وَحيدًا

في مَهَبِّ الخَوْفِ،

لا تَلْوي عَلى شَيْءٍ،

وَلا تَقْوى عَلى التَّحْديقِ

في عَيْنِ الوَباءْ.

(الثلاثاء، في 31 / 3 / 2020)

(https://teledentistry.com)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *