حزيران ١٩٨٢… هنا خلدة

Views: 523

د. طلال حاطوم

 “لن نفر امام العدو الاسرائيلي، ان قرارنا هو اننا سنقاتل، وسنتصدى، وسنواجه اسرائيل، مهما بلغت قوتها، ومهما قتلت منا. ان الإمام الصدر رسم هذا النهج، ونحن في قلب هذا النهج ولن نحيد عنه، وسندافع عن ارضنا، وانا في مقدمتكم.”

الاخ الرئيس نبيه بري

من مقر قيادة حركة أمل في برج البراجنة،

والتي تحولت الى غرفة عمليات

في العام 1982 لمواجهة الاجتياح الاسرائيلي للبنان

هنا “خلدة” الخالدة،

هنا مدينة  الزهراء (ع)،

هنا كانت المواجهة الاولى، الطلقة الاولى، النصر الاول،

هنا كسرنا حاجز الخوف من الاسرائيلي،

هنا تدّ ابطال حركة أمل اقدامهم في الارض،

هنا حمل الرجال الرجال “زينتهم” بتواضع،

هنا شهروا ايمانهم بربهم وباعوه الجماجم،

هنا نشروا دمهم على أكفهم رياحين فداء،

هنا زرعوا اجسادهم في الارض لتثمر نصراً،

هنا كتبوا على حافة الجرح: لن نركع ولن نتراجع،

هنا هبّ رجالٌ اول يلبون نداء قائدهم،

هنا كتبوا صفحات مجد مضيئة،

هنا شقوا طريق مقاومة أبية وجدت لتستمر وتنتصر،

هنا بدأت علامات الانهزام الاسرائيلي،

هنا اذلوا الجيش الذي قيل انه لا يقهر،

هنا لاقوا موج البحر الذي لا يهدأ، 

هنا قالوا نحن حراس هذه الارض المقدسة،

هنا أثبتوا ان الدم ينتصر على السيف وان العين تقاوم المخرز،

هنا منعوا استباحة عروس العواصم، بيروت،

هنا اعادوا رسم حدود الوطن،

هنا حددوا مسار الاتي من الأيام حتى التحرير،

هنا صوبوا البوصلة: العدو اسرائيل، والحليف سوريا،

هنا ايقظوا نيام الامة على آذان النصر،

هنا توحدت الاسماء: أمل،

هنا، كنّا، كثر، رغم قلّة العدد،

هنا التاريخ وهنا الجغرافيا..

هنا… خلدة.

في خلدة، كان التصدّي الأول للإحتلال الاسرائيلي، وقام به مجاهدو “حركة أمل”. ومنذ ذلك الحين، انطلقت المقاومة ضد قوات الاحتلال، وليس في اي تاريخ اخر، وليس صحيحاً على الإطلاق، كل الكلام، الذي قيل من بعض الاطراف، عن ان العملية الاولى حصلت في هذا المكان او ذاك، لقد كانت الإنطلاقة من خلدة، ومن قبل مجاهدي “حركة أمل”.

استطاع المجاهدون من ابطال حركة أمل ان يصمدوا في خلدة، لنحو أسبوع، ما أتاح لنا، وللفلسطينيين، ان نلتقط أنفاسنا، ونبدأ في بناء التحصينات، ووضع العوائق في وجه التقدّم الاسرائيلي. ولو ان “حركة أمل” لم تصمد في خلدة، لكان العدو باغتنا باحتلاله بيروت، وقبض علينا في بيوتنا.

عندما بلغ الإسرائيليون خلدة، وصلوها بادئ الأمر بطريقة استعراضية، اذ ان احدى الملالات الاسرائيلية تقدمت الى قرب مدخل مدينة الزهراء، وهناك دارت حول نفسها، وأخذت طريقها عائدة وبابها الخلفي كان مفتوحاً، فما كان من هذا الشبل الحركي الا ان رماها بقذيفة “آر. بي. جي”، دخلت القذيفة من الباب الخلفي وانفجرت في داخلها ما أدى الى مقتل كل طاقمها، وكان من بينهم نائب رئيس الأركان الاسرائيلي. وأعقب ذلك اشتباك مباشر، تراجعت خلاله كل الآليات الاسرائيلية، وفرّ الجنود الصهاينة من بعضها، فركض شبل حركي الى إحداها، وقادها وأتى بها الى مقر قيادة حركة امل في برج البراجنة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *