سجلوا عندكم

هوليوود بيننا

Views: 23

د. جان توما

يقصدون “هوليوود” في لوس انجلوس، ليقفوا على الخدع السينمائيّة لاكتشاف لحظة الإبداع الكاذب الافتراضي، فإذا بالوباء يجعلك تعيش الأحداث، ويحوّلك من مجرد مشاهد إلى ممثل ومنتج ومخرج بآن.

تصعد في استوديوهات “هوليوود” في باص يقودك إلى استوديوهات طبيعيّة، حيث تمرّ ببقايا طائرة ركاب متحطّمة، وبحيّ لرعاة البقر، وآخر لبيوت متراصفة في حي راقٍ، إلى أن ينقلب عليك خزان مياه، وتندلع النار، وتدور بك الدوائر فلا تصلك نقطة ماء ولا تشعر بلهب النيران. إنّها “هوليوود” المفاجأة دون ضرر، فيما ترى في حياتك اليوميّة طائرة تتحطّم في الأحياء السكنيّة، ورصاصًا متطايرًا في المدارس والأحياء، و”تسونامي” يجتاح العمران، ونيرانًا تلتهم الغابات صيفًا.

خرجت “هوليوود” إلى العالم ليصير على صورتها ومثالها؛ مشاهد من الدمار التي لا تنتهي من أجل تشويق لا يشفي غليل المشاهد في سعيه إلى الإثارة، وتلبّس صورة البطل المنقذ.

إنّها مدينة ترفيهيّة، قادرة على أن تجعلك تضحك على نفسك، كما أنّها المكان الوحيد، ربما، الذي تقبل فيه أن تضحك ويضحك عليك الآخرون بعد كلّ خدعة سينمائية تحاكي الحقيقة وتعيشها بصراخ أو رعب، وأنت عارف أنّها افتراضيّة.

كأنّها الحياة التي خسرت عفويتها وصارت إلى تقمّص وجوه ليست لك، والتزامك سلوكًا ليس من عندياتك. صَدَّقْنا، لجهلنا، أنّ دور الممثل حقيقيّ، وأنّ ما يحدث على الشاشة حاصل فيما بيننا، وهذا همّ صناعة “هوليوود” أن تصير كما ترسم شخصياتها وتتقمّصها لتخرج من محيطك إلى ما هو غريب عنك وتريده حقًا وواقعًا.

هذا يبرّر جلوسك في صالة يعرضون فيها فيلما صغيرّا حيث يخرج الممثلون من الشاشة إلى القاعة، يتفاعلون معك، ويعودون بتقنية هائلة إلى الشاشة في خلط واضح وفاضح بين المعقول واللامعقول كي تبقى متغربًّا عن محيطك وغريبًا عن داخلك.

تمسّك بواقعك المرّ ليكون أحلى لاحقًا بعيدًا عن الأماني والأحلام. تغيّر العالم  وستتغير، على الأكيد، سياسة “هوليوود” السينمائية. (https://skinclinic.es/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *