سجلوا عندكم

عَيب!

Views: 16

خليل الخوري 

نرفض بشدّة الخطاب الذي يُطلق في اعتصامات وتظاهرات. ولكننا لا نستغربه. فجماعة السياسة في هذا البلد عوّدونا على لغة شحنٍ وتحريضٍ وشتائم مقرفة… ولدى معظم المتحدّثين بينهم، قلما نجد كلاماً عقلانياً معتدلاً، لقد “هزُلت حتى بان عجازها”. ولقد بات الكلام الساقط عنواناً أثيراً، ما يدفعنا إلى الأسف على زمنٍ كان أهل السياسة يقولون كل شيء، ولكن بتهذيب، وعدم السقوط في السفاهة والإسفاف.

و”كما تكونوا يُولَّ عليكم”.

ما نرى ونسمع في هذه الأزمنة الرديئة يدفعنا إلى القرف من أحوالٍ لم يسبق لنا أن عايشناها قبلاً، مهما اشتدّت العواصف، وتفاقمت الأوضاع. وحتّى مهما كان يتدنّى مستوى الخطاب السياسي، فإنه كان يبقى ضمن حدود المعقول.

من هنا، عندما نستمع إلى الكلام الزقاقي، فإننا لا نجد مبرراً له ولمطلقيه من الرعاع، ولكننا نجد مصدره في الخطاب السياسي الذي صار على “الموضة” من أسفٍ شديد.

إن هذا الجيل الأرعن من السياسيين ومن أتباعهم هو أبشع صورةٍ عن وطننا لبنان الذي يدلّ اسمه على البياض والبخّور، كما يقول علماء التاريخ وكبار مدوّنيه.

أما هؤلاء الرعاع، في الشارع، فهل يدركون أن الذين يحرّضونهم مستعدون، دائماً وأبداً، لأن يبيعوهم عند أول فرصةٍ أو بازار. وأن الثمن لن يكون أكثر من وظيفةٍ هنا أو مركزٍ هناك أو منصب هنالك.

ونوّد أن نكون صريحين جداً بقولنا إننا لا نقصد فريقاً بعينه أو طرفاً محدداً، إنما نشمل الرّعاع وشذّاذ الآفاق من الأطراف كلها، فما يتشدّق به الزعران في هذا الشارع، يتشدّق به زعران الشارع الآخر والثالث والرابع.

وما يفوتهم قوله بالزعيق ينشرونه عبر وسائط التواصل الاجتماعي التي تمثّل، في هذا السياق، نمطاً يدعو إلى اللعيان، لكثرة ما يتضمّن من بذاءة، ناهيك بالسماجة وثقل الدم و”الاندلاق” على المتلقي من هذه الشرازم السخيفة سيّان من كان منها واقعاً تحت التحريض أو التخدير، أو من كان مرتَزَقاً مأجوراً.

وبعد، أهذا هو النمط الذي ستنشأ عليه أجيال الغد؟!

 

(Ultram)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *