بعيداً عن الأضواء

Views: 468

خليل الخوري 

الهدوء النسبي الذي يطبع الحال الحكومية، لجهة التكليف فالتأليف، لا يعكس حقيقة الصورة التي يُجرى رسمها بتكتم يغلب عليه طابعٌ من السريّة، أو أقله الكتمان. وهذا التوصيف ليس وقفاً على دوائر قصر بعبدا ومثيلاتها في السراي الكبير، بل يشمل كذلك القيادات السياسية التي خرجت من الانتخابات النيابية العامة كسيرة الأجنحة، ربما كلها من دون استثناء، بمن فيها بالتأكيد الحزبان المسيحيان الأكثر تمثيلاً… فحتى الذين يتبارون في ادعاء مَن هو الأكثر فوزاً أصيبوا بنكسات في أمكنة عديدة.

وفي التقدير أن وصول باخرة التنقيب اليونانية إلى المياه الاقتصادية اللبنانية – الفلسطينية المحتلّة، على أهميته كحَدثٍ استراتيجي (أمني واقتصادي)، لم يقطع النشاط الحثيث الدائر حول المسار الحكومي…

وفي معلومات دقيقة أن أحداً، في أهل السنة، لم يبرز بعد كمرشح «جدّي» لرئاسة الحكومة، وإن كان اسم الرئيس نجيب ميقاتي الأكثر تداولاً بين السياسيين، واسم إحدى الشخصيات (البارزة في مجالَي المال والاقتصاد على الصعيدين الدولي والأممي) هو من الأسماء البارزة الأكثر تداولًا من خارج أهل السياسة التقليديين والمستجدين.

واللافت أن ما طرأ على المشهد الحكومي من تطورات ليس بقليل… ويمكن ذكر الأمور الآتية:

الفراغ الكبير الذي تركه الرئيس سعد الحريري، بتعليقه نشاطه السياسي. وأيضاً انفراط عقد لقاء رؤساء الحكومة السابقين. وبهتان صورة الرئيس فؤاد السنيورة. وحتى الرئيس ميقاتي سقط المرشحون المحسوبون عليه من لائحته في طرابلس. وعدم قدرة القوات اللبنانية على الدفع بشخصية سنية مقبولة في الشارع السني العام. والأمر ذاته ينطبق على التيار الوطني الحر، وبالذات على الثنائي الشيعي. وأصلًا هذا غير مقبول أن يكون رئيس الحكومة مدفوعاً به من غير بيئته السنية. وبضع شخصيات سنية خاضت الانتخابات على أمل الحصول على نواب سنيين يشكلون لها «عَصَباً» داعماً ترشّحَها للرئاسة الثالثة، فشلت في إنجاحهم معها…

وإلى ما هنالك من العوامل التي تجعل اختيار الرئيس المكلَّف أمراً في غاية الصعوبة.

أما الصراع على ما بعد التكليف وحتى بعد التأليف، خصوصاً إذا تعذّر انتخاب رئيس جديد للجمهوربة، فهذا شأن آخر، وهو يستأثر بقسط وافر من المداولات التي لا تزال سرّيةً حتى الآن…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *