دعوة

Views: 357

جوزف أبي ضاهر

 

 دُعيت إلى الصلاةِ… ذَهَبت.

لن أكون نافرًا في بيئةٍ «محبّةٍ» للتقوى.

بعدها سُئلت: هل أعجبتك الترانيم؟

­ لطيفة… وسكت.

* ما الذي لم يعجبك؟

­ سمعت اسم المسيح يتردّد أكثر من مرّة، وكان غائبًا. ألم توجّه الدعوة إليه؟

 

دين

ما كان الدين عبوديّةً، ولا امحاءَ به في الأرض.

ضيعة سماء هو… وصانعها في العقل والقلب، دونهما سقوط حتّى الاندثار.

 

في الرحمة

يخيفنا الدين عوض أن نحيا به.

ننسجن خارجه، ونقفل العقل حتّى عن السؤال.

نقمع الشك لنظلّ في رضى أرباب الدين، لا في رحمة الله.

 

حروب

نمضي إلى عتمة، والأرض لا تكفّ عن الدوران، وأحلامنا لا تكف عن تحريضنا على الركض والهرب، حتّى لا يُنبت ترابنا، في غدٍ، عشبًا يُداس ويُقتلع، ويُرمى للريح، أو لنار تنتظر دورها لتشعل المرسح.

 

فانوس

بعض الصغار كان يغريه «بساط الريح»، والسفر واكتشاف المجهول، وربّما اللقاء بعلاء الدين وفانوسه السحري الذي يحقق كلّ الأحلام إذا اشتعل، أو حُكَّ بطرف إصبع… لا فرق.

 

لغة

تنهض اللغة في الذاكرة لتحكي، لتثرثر، لتبوح.

ضاقت الذاكرة بها، وضاقت هي بوجوه وصور تصل، وعليها عشب اليباس وهواء الجفاف.

 

بركان

تأتي البطالة بالفقر، ويأتي الفقر بالعوز… وإذا اجتمعا تحوّلا بركانًا كان نائمًا فاشتعل.

 

روزنامة

منذ وعيت سمعت أن الروزنامة توزّع على الناس أيامًا وأشهرًا وسنوات.

كبرت، وسمعت أيضًا أنها لم تكن منصفة في التوزيع، وفي الناس.

أنصفت ذاتها… والبقية تأتي في أجيال وقرون لاحقة.

 

محطة

العابر من ترابٍ إلى جنان، لا يلبس ثيابًا.

عاريًا جاء، وعاريًا يرحل.

لا يحمل اسمًا ولا هويّة تحدّد: لون عينيه، شعره، بشرته، ولا مَن عائلته، وأين كان يسكن، وماذا فعل، وكيف قضى ما أعطي له من وقتٍ ليعبر!

لن يُسأل عن سيرته، ومن سيأخذ ما ظنّ أنه كان له: مال وعيال وأرزاق.

يرحل ولا يلتفت وراءه.

كان ما كان فيه، ليس بأكثر من محطّة… وعَبَرها.

[email protected]

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *