إهمال .. قضى على ما تبقى من آمال 

Views: 438

ماجد الدرويش

في ذكرى مئوية وطن لم يعرف معنى الإستقلال

لك الله يا بيروت ، كل مراثي العالم لا توفيك حقك ، ولا تطفئ نارك، ولا تبرد غيظك.

ما الذي يمكن أن يقال أمام هذه الكارثة التي حلَّت بك والتي لم يستيقظ أبناؤك بعدُ من هولها..

أيعقل انه في ثوانٍ فقط خسرنا أكثر من مئة شهيد ؟ وآلاف الجرحى ؟ وعشرات المفقودين ؟ عدا البيوت التي دمرت ، والمؤسسات التي مسحت عن سطح الأرض ، و .. و .. والمرفأ الذي صار أثرا بعد عين؟

يا لهذه المفارقة العجيبة أن تدمر بيروت بينما هي تترقب حكم المحكمة الدولية بحق قتلة بانيها. 

حقا إنهاكارثة قضت على ما تبقى من آمال عند اللبنانيين بإمكانية العيش في هذا البلد. 

وكأنه لا يكفيهم ما يعانونه من الحصار الاقتصادي، والحصار الوبائي، والحمق السياسي، وعنجهية فائض القوة. حتى تأتيهم هذه الداهية ، وما أدراكم ما هيه ، إنها هيروشيما ثانية.

والسؤال البسيط الذي يطرح نفسه: ما الذي حصل؟

تقول الرواية الرسمية إن موادا شديدة الإنفجار (نيترات الأمونيوم) زنة (٢٧٥٠) ألفان وسبعمئة وخمسين طنا، مخزنة في العنبر (١٢) منذ عام ٢٠١٣، بعد مصادرتها من إحدى البواخر بقرار قضائي مع الأمر بإتلافها. هذه المواد التي كان ينبغي أن تتلف منذ حوالي السنين الست حصل حريق بقربها ، وقيل: كان العمل جارٍ على تلحيم باب الحاوية ، ما أدى إلى انفجارها.. مخلفة هذه الكارثة التي تعجز الصورة عن إظهار هولها…

بيروشيما

وحول المعلومات التي أدلت بها الجهات الرسمية، كتب العالم الفلكي الطرابلسي، ابن مدينة الميناء، البروفسور إلياس عايدي ، العالم في وكالة ناسا، ما يلي:

«الكيولوغرام الواحد من الأمونيوم نترات يعادل تقريباً (400) غرام (أوقيتين) من الTNT.  ، إذا فعلاً 2700 طن أمونيوم نترات كانو بالمرفأ يعني الإنفجار يعادل تقريباً ألف طون من الTNT.  ، ألف طون TNT يا عالم.. . يعني ما يساوي عشر( 1/10) قنبلة هيروشيما».

ويضيف: «سرعة الموجة التي يسببها إنفجار النترات أمونيا هي حوالي ال (3 كيلومتر) بالثانية، هذا الأمر يفسر كيف أن موجة الصدم بالفيديو وصلت للمصور بظرف ثوانٍ».

ويقول: «الأمونيوم نترات صعب ينفجر لوحده، و لو كان موضوعا بظروف غير مناسبة.  مواد متفجرة تودي للإنفجار و هيدا بعتقد كان دور مستودع الألعاب النارية أو سلاح يلي إنفجر قبل بدقايق».

وبناءً على كل ما سبق فإن المسؤولية تتحملها الأجهزة المعنية التي تقاعست في تنفيذ قرار التلف لهذه المواد.

إنه الفساد الذي عشعش في كل زاوية من زوايا مؤسسات الوطن ، حيث لم يترك للأمل بقية.

أمام هول المصاب لا أجد الكلمات التي أعبر فيها عن غضبي حيال حكام لبنان المحنطين ، أو العبارات التي يمكن أن تسكن نار من فقدوا عزيزا، أو أصيبوا في هذه الكارثة بجسدهم أو بممتلكاتهم ومؤسساتهم.

 نطالب بتحقيق قضائي يكشف المسؤولين عن هذا الإهمال وينزل بهم أشد العقوبات .

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *