شو صار…

لميا أ. و. الدويهي

 

حرقوا قلوب،

دمَّروا نفوس

وبكُّوها دموع

ما بتنشف عن الخدود

لحدّ ما نموت…

صرنا نحنا والوجع أحباب،

بنام فينا وبفيق معنا

بهزّ عِمقنا من جوَّا

وبذكِّرنا بكل لحظة بهمّنا…

بيقولوا الحياة بتكمِّل

وما بتوقف عند اللي بفلفل…

وإنُّو لازم نتحايل عالآلام

ولو سكنوا بالأنفاس…

ما بعرف شو صار

ولا كيف بلحظة كل شي طار،

ما بعرف مين الموت اختار

ولا قديش نفوس عم تنهار

ولا بعرف مين المسؤول

ولا مين الكافر أو المظلوم…

بعرف يا لبنان إنَّك مَكسور،

مَلَك بالرّماح مَطعون

مشلَحك الأبيض بالدِّما مصبوغ

وهامتك هَدّها التَّعب والهموم

ومملكتك هزَّها الدَّمار

وقلعتَك سكنها الفراغ…

يا «قلب الله» إنت!…

من قبل التَّاريخ كنت،

مَرّ عليك المرّ

وعبَّى أجاجين الخمر

وشلَّع مواسم الفرح

وغمرها بالتَّرح…

كنت كل مرَّة تغلّ بقلوب

تتغذَّى من رحيق الروح

ومن رحم ألمها تقوم

وترجع رايتك بالعلالي تلوح

وعطر المجد من أرضك يفوح

وعكلّ الكون يطلّ وأهلو يزور…

دخيلَك يا لبنان!… 

من قلبَك يبزُغ الأمان

يبلسم آهات الإنسان

المَجبول بالقلق وخيفان

وقِلُّو إنَّك من قهرو بكيان

وناطر معو يطلّ ربّ الأكوان

يمسَح جبين كل يئسان

حمل عأرضَك هالكمّ من الصِّلبان

تا تبقالنا عمرِّ الزَّمان

أرض القيامة والحياة…

   ١٨/ ٨/ ٢٠٢٠