تعثرتُ كثيرًا قبل أن أكتب…

Views: 15

ميشلين مبارك

تعثرت كلماتي بدموع الأمهات، بصراخ الأطفال، بدماء الشباب، حتى بتُ في حالة موت سريري، مذهولة، توقف رأسي عن التفكير. أمام عيني الجامدة الجاحظة، نعوش يراقصها الحزن الشديد، ورياح تنثر الغار فوق المكان، وصراخ وبكاء يسأل عن ساعة القيامة والصدى لا يُجيب.

في مدينتي، أبحث عن الميناء، رأيتُ الطائر يكابر موته وهو ينزف. كيف لي، كيف لنا، كيف يجب ان نضمد جراحك يا بيروت.

بيروت، أيها الأصدقاء، ليست حجارة الأبنية الشاهقة، ولون البيوت العريقة، وأسماء الطرقات المتشعبة…

بيروت هي تلك الذاكرة العابقة بالحنين، المرتبطة بذاكرة كل بيت، ففيه تفوح رائحة الطفولة، وتسمع ضحكة السنين، وفي ازقتها خطوات العابرين الضالين في هذا الوجود.

يقول لي صديقي: “إنّ أصعب ما في الوجود، الحياة”، كيف أمكننا أن نحيا وكل هذا الحزن يحيطنا، يعانقنا، يتمسك بكل جزء فينا، ونحن نعاند، نكابر، ثم نحاول أن ننسى لكي نحيا…

لا، لن ننسى، وفي أرواحنا علامة الوجع والالم، نحن أموات سائرون في هذا الوجود، نعم، نحن في موت سريري. لا تجدي نفعاً كلّ طقوس الاحزان، نحيب ذاكرة المكان، واستعادة حنين الزمان، ما لم يأتيك النور من الداخل. عبثاً، نحاول أن نحيا، وفي الداخل من يرتوي من دمائنا ويحيا من وجودنا.

ما هذه المعادلة المؤلمة؟

تذكرت قولا في الانجيل المقدس: “من يصبر إلى المنتهى، يخلُص”

علينا بالصّبر، الصبّر وحده الخلاص من محنة الحياة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *