رُوْحُ فِدَاءٍ
محمد نعيم بربر
بمناسبة ذكرى عاشوراء واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام .
قَالُـــــوا وشِعْرُكَ نَازِفٌ بِدِمَــــــاءِ
قِفْ فَوْقَ مِنْبَرِهِ ، بِرُوْحِ فِــــــــدَاءِ
أَشْرِعْ رِكَابَ الحَقِّ ، أَسْرِجْ خَيْلَـهُ
كَمْ مِنْ دِمًا سَالَتْ بِفِعْلِ عَطَــــــاءِ
أَطْرِقْ هَزِيْـعَ اللَّيْلِ ، مَزِّقْ صَمْتَهُ
وَظَلامَهُ ، فَالصُّبْحُ وَهْجُ ضِيَــــاءِ
ضَرِّجْ علَى جَسَدِ الزَّكِـــيِّ رِدَاءَهُ
مِنْ طُهْرِ فَاطِمَةٍ ،”حَدِيْثَ كِـــسَاءِ”
وَادْرُجْ علَى دَرْبِ الشَّهَادَةِ فَاتِـحًا
شَرَفَ الفِدَاءِ ، بِمَوْكِـــبِ الشُّهَدَاءِ
آهٍ ، عَلِيٌّ مِنْ عَظِيْـــــمِ بـَـــــــلاءِ
هَوْلُ البَـــــلاءِ ، مَرَاتِبُ العُظَمَاءِ
لاَ عُجْبَ إِنْ غَدَرَ الزَّمَانُ بِأَهْلِـــهِ
قَدَرُ السَّمَاءِ ، شَهَــــــادَةُ الشُّرَفَاءِ
أوَّاهُ قَلْبِي ، كَـــمْ تَوَسَّدَتِ الثَّرَى
مِنْ دَمْعِ زَيْنَبَ ، لَيْلَــــةُ الإسْرَاءِ
يَا أَيُّهَا الدَّمْعُ الطَّهُوْرُعلَى اللَّظَى
مَا كَانَ جُـــرْحُ القَلْبِ ، بَلْسَم َ دَاءِ
لَكِنَّمَـــا عِشْقُ الشَّهَادَةِ فِي السَّمَـا
قَبَسَتْ بِنُوْرِ الحَقِّ ، لَوْنَ مَسَائِي
قِفْ أَيُّهَـــا النَّسْرُ الجَسُوْرُ مُحَلِّقًا
بِجَنَـــاحِ أَمْـــلاكٍ ، وَعَيْنِ سَمَاءِ
وَاصْعَدْ إلَى أَفْلاكِ جَدِّكَ ، فَرْقَدًا
شُغِفَ الفُؤَادُ بِهِ ، لِيَوْمِ لِقَـــــــاءِ
قَبِّلْ جِرَاحَ السَّيْفِ وَامْتَشِقِ الظُّبَى
مَا ضَرَّ طَعْمَ السَّيْفِ ، لَوْنُ دِمَاءِ
وَاقْبِضْ حُسَامًا ، ذُو الفِقَارِ قَرِيْنُهُ
سَلَّتْ ظُبَاهُ ، شَكِيْمَةُ الهَيْجَـــــــاءِ
فَمَرَارَةُ الأَحْزَانِ ، فَجْرٌ صَادِقٌ
أَعْمَتْ بَشَائِرُهُ ، عُيُوْنَ مُــــرَاءِ
وَفَظَاعَةُ الأَرْزَاءِ ، وَحْيٌ قَـــادِمٌ
مِنْ كُوَّةٍ ، عُصِمَتْ بِحَبْــلِ رَجَاءِ
أَرْخَى علَى الأَرْضِ الجَرِيْحَةِ نُوْرَهُ
فَإِذَا بِأَرْضِ الطَّفِّ ، يَوْمُ عَزَاءِ
تَتَبَدَّلُ الإرْثَ الثَّقِيْـــلَ عَبَــــاءَةً
نُسِجَتْ كَنُوْرِ الشَّمْسِ مِنْ لأْلاءِ
يَا أَيُّهَا البَطَلُ الإمَــــامُ ، عَرَفْتُهُ
مِنْ نَسْلِ أَطْهَرِ دَوْحَــــةٍ غَرَّاءِ
أَسْرَى الإلَهُ بِجَدِّهِ ، فَاسْتَشْرَفَتْ
أَبْوابَ سِدْرَتِهِ ، رُؤَى الصَّحْرَاءِ
وَاسْتَبْشَرَتْ حُجُبُ السِّجَافِ بِنُوْرِهَا
يَا طِيْبَ عَارِفِـــهَا ، بِخَيْرِ جَزَاءِ
واليومَ تَعْصِفُهَا الرِّيَاحُ ، حَزِيْنَةً
يَجْتَاحُ بَارِقُــهَا ، غِوَى الدَّهْمَاءِ
تَسْتَصْرِخُ الأرْوَاحُ قِبْلَــــةَ أَحْمَدٍ
فِيْــــهَا ، لِتُوْقِظَ أَعْيُنَ النُّجَبَـــاءِ
هُبُّوا ، فَدِيْنُ اللهِ ، نُوْرٌ خَالِــــــدٌ
مَا قَامَ صَوْتُ الحَقِّ فِي الضُّعَفَاءِ!!
كَمْ يَا جِرَاحَاتِي ، السُّيُوْفُ تَمَزَّقَتْ
فِي هَامَتِي كَرْهــــًـا علَى الأشْلاءِ
ذِكْرَاكَ مَوْعِدُ حَسْرَتِي وَرَجَائِي
مَا كُنْتُ أُبْدِلُ فَرْحَــــةً بِبُكَـــــــاءِ
لَكِنَّمَـــــا ثَخُنَتْ جِــرَاحُ مُصِيْبَتِي
فِي زَحْمَةِ الأرْزَاءِ وَالأعْــــــدَاءِ
أليَوْمَ يَنْتَصِرُ الحُسَيْنُ بِرُوْحِــــهِ
مَا مَاتَ دِيْنُ اللهِ فِي الأمَنَــــــــاءِ
أَللهُ أَكْبَرُ، فَوْقَ كُلِّ طُغَاتِــــــــــهَا
لِدَمِ الشَّهِيْدِ ، قَدَاسَةُ الأسْمَـــــــاءِ
