البطريركية الأولى (مار يوحنّا مارون كفرحي)

Views: 2

يوسف طراد

 صفاءٌ غامض يدور في المكان، فَقَدَ الدهر ذاكرته وغمّس وجهه بشعاع قناطر، تاه وراح يتصوّف يفتّش عن جرن العماد ليعتمد في دير مار يوحنّا مارون كفرحي. ديرٌ منظور من بعيد يحرس وادي (عين عيَّا) المقابل لوادي حربا التاريخي من على هضبة كأنه نجم في مجرّة أو لؤلؤة على تاج ملوك الزمان. (Tramadol)

 طائفةٌ عطشى للأمان، بالأظافر نزعت من الأرض كلّ الينابيع لتصبّ حياة أبدية في دير حَضن هامة شفيعها وزخائره. تركت السماء كلّ الزرقة للفرح والعلم يا مؤمنين، زمان ليس بطويل والدير حوى ثانوية وطلّاب ينهلون علمهم وثقافتهم من صمت الإيمان الرهيب، يعودون للجغرافية مع كلّ حجر وقنطرة وللتاريخ مع كلّ صوت ناقوس أو تربيع جرس.

 

 النفوس التي انتقلت من هناك، تبحث عن هويّتها في خريطة ماغطة، تكتب يوميّاتها للمحبّة والإيمان والتسامح مغروسة في أسطورة العيش المشترك، لكن الوطن ينتظر الكثير.

 ديرٌ وحيد صامد كالأرز، كلّ رهبته الحاضرة في منجزات وتضحيات من بناه وسكن فيه، أن تكتب عنه كأن تحبّ من أحبّوا رعيّتهم بصدق وبذل، وتهرب الكلمات من سطورها وأصواتها مختبئة في ساحته مدهوشة من السلام الساكن كنيسته (كنيسة مار ويوحنّا مارون).

 

 للمكان جمال إلهي يحاكي الذين امتهنوا العبادة، الزهد، التضحية ومجابهة الاضطهاد. في هذا المكان وهج المشرق حيث ولدت نوافذ القلوب المطلّة على الفرح الأبدي وكانت شعوب مؤمنة وبطاركة حملت مجد لبنان.

الخميس 13 حزيران 2019

***

(*) موقع Mon Liban

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *