من ذكرياتي الإعلامية… الأسباب الحقيقية لرفض لجنة التحكيم مشاركة المطرب معين شريف في برنامج “ليالي لبنان”!

Views: 1120

نبيل غصن

أعتبرُ المطربَ المتألق معين شريف من أعز اصدقائي، لأنني رافقته من بداياته، اي مذ كان طفلاً لم يتجاوز العشر سنوات… 

والقصة بدأت مع برنامج الهواة “ليالي لبنان”، الذي كان يقدَّم في السبعينات من تلفزيون لبنان

من إعداد الزميل مكرم حنوش، وكنت انا حينها في عداد لجنة التحكيم التي ضمّت نخبة من الملحنين والشعراء والادباء…

كنا في اطار التحضيرات قبل كل اسبوع من عرض البرنامج على الهواء، نستمع الى أعداد كبيرة من هواة الغناء والعزف والشعر الخ.. الراغبين في اظهار مواهبهم للناس والسعي الى الفوز بالبرنامج وانتهاج طريق الاحتراف ..

 كنا كلجنة نختار المفضلين من بين هؤلاء المتقدمين لكي يُجروا اولاً التمرينات مع الفرقة الموسيقية بقيادة الفنان رفيق حبيقه، ومن بعد، يشاركون في البرنامج الذي كان يذاع مباشرةً على الهواء كل اسبوع .

ومن بين الذين تقدموا الينا لامتحانهم، طفل لا يتجاوز العشر سنوات من العمر، عرّف عن نفسه باسم “معين شريف”.

 

كان خجولاً ومتردداً .. فرفض اعضاء اللجنة مشاركته، كون المشاركين كلهم من الشبان والصبايا، وهو طفل لم يكتمل صوته بعد… 

لكنني حين راقبته جيداً رأيت في عينيه لهفة وثقة بنفسه كبيرتين، ولاحظت حزناً عميقاً على محياه لأن اللجنة رفضت مشاركته .

وهنا اعترضتُ انا على قرار اللجنة الحاسم، وطلبت منهم اعطاء الفرصة لهذا الطفل، بسماعه ولو من باب الفضول…

وطلبنا اليه ان يغني، فاختار اغنية طربية صعبة للعملاق وديع الصافي وهي اغنية “عصفور…

وغنى الطفل المعجزة معين شريف الاغنية، وحلّق بين طبقاتها وابدع، وانتزع الآهات والتصفيق من الجميع …لكن رغم اعجابهم الكبير بصوته، اصرّوا على رفض اشتراكه بالبرنامج بانتظار اكتمال صوته وعمره! لكنني اصريت انا على تقديمه في البرنامج كظاهرة صوتية فريدة، حتى ولو لم نمنحه كما الباقين درجاتَ تقويمية. 

واخيراً وعند اصراري على الاستفادة من تقديم مثل هذه المعجزة للمشاهدين، التي برأيي سيكون صداها طيباً بلا شك عندهم، نزل الجميع عند طلبي، واشركنا الطفل معين شريف في البرنامج بشكل استثنائي، الأمر الذي جعل كل مشاهديه وسامعي صوته، عند تقديمه على التلفزيون، يندهشون ويثنون على موهبته الخارقة، متوقعين له النجاح الكبير في المستقبل، كما توقعتُ له انا وجميع مشاهديه في البرنامج على التلفزيون .

واذكر في ذلك الحين أنني طلبت منه الانتساب الى المعهد الموسيقي الوطني ليتلقى الدروس الموسيقية اللازمة، لكي يصبح متمكناً من الانغام والايقاعات ومن الاداء السليم ..

 وهكذا فعل معين شريف… درس وتعمّق، فتهذّب صوتُه وتمكن من الانغام والوانها وطبقاتها، واختار الطريق الفني الصحيح، التي اوصلته الى التألق والنجاح …

وهو دائماً اليوم، وكلما التقينا معاً، يذكّرني بهذه الواقعة ويكرر شكره لي قائلاً: لا انسى فضلك، فأنتَ اليد الأولى التي اخذت بيدي وسلّطت عليّ الاضواء… 

وانا في الواقع اليوم فخور جداً بالصديق معين شريف مطرباً كبيراً له جمهوره والمعجبون به في لبنان والبلدان العربية كافة…

 أحييه واتمنى له المزيد من التألق والنجاح…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *