خسارة كبيرة للبنان

Views: 813

خليل الخوري 

برحيل أمير الكويت المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح يفقد لبنان صديقاً كبيراً دعَم وطننا وقضايانا طوال عقود منذ أن كان وزيراً للخارجية وحتى الرمق الأخير.

عرَفتُ سموّه وقابلتُه غير مرّة، فكان كلامه عن لبنان، وشعب لبنان بأطيافه كلّها، يؤكّد على مبادراته العديدة تجاه بلدنا الذي عانى كثيراً، وفي كلّ معاناة كان الصوت الكويتي هو الأول دعماً وعوناً.

وفي تقديري أنّ الكويت يكاد أن يكون البلد الوحيد في العالم الذي لم يُرد لذاته شيئاً من لبنان والذي لم يستخدم، بل لم يُحاول إستخدام، علاقته الأخوية الصادقة في سبيل أيّ مكاسب سياسية بل كانت مبادراته تجاه لبنان صادرة عن حبّ مقيم لوطننا.

كم كان يؤلمه ما يعانيه لبنان من مآزق وأزمات وأحداث بالغة الخطورة. ولكنه لم يفقد الأمل مرّة واحدة بقيامه من عثراته. والإسهامات المادية الكثيرة في مشاريع لبنانية عديدة، عبر الصندوق الكويتي جاءت ترجمةً لتلك العاطفة النبيلة التي أظهرها الأمير الراحل، كما سائر أركان القيادة الكويتية الذين تعاقبوا على حكم البلد الشقيق الذي شاءت المصادفة أن يكون مقعده إلى جانب مقعد لبنان بحكم التسلسل الأبجدي إن في جامعة الدول العربية أم في الامم المتحدة.

في شهر آب الماضي كان الكويت، بتوجيهات من الراحل الكبير، أوّل صوت تبنّى إعادة إعمار جزء من الدمار الذي أحدثه إنفجار المرفأ المروّع. وقد قرر إعادة بناء الأهراءات التي كانت قد بُنيت أساساً بهبة كويتية.

ويمكن القول إنّ ما يجمع الشعبين اللبناني والكويتي هو أيضاً تعبيرٌ عما أشاعته القيادة الكويتية، منذ أمَد، من صدق النيات وصلابة الأخوّة. وهو ما ظهر ويظهر بوضوح في الرعاية الأبوية والأخوية التي يشعر بها اللبنانيون المقيمون في الكويت سواء من القيادة أم الشعب الكويتيين.

ولم ينسَ الكويتيون، أبداً، أنّ لبنان كان البلد الأول في العالم الذي أدان غزوة صدّام حسين للكويت بمبادرة من رئيس مجلس الوزراء آنذاك الدكتور سليم الحص أمدّ الله في عمره. وقد سمعتُ المغفور له الشيخ صباح الجابر يُردّد أنّ موقف لبنان هو «دينٌ في أعناقنا».

ألا رحمك الله بواسع رحمته يا فقيد الكويت والأمّتين العربية والإسلامية وجزاكَ نعيماً قدرَ ما حقّقت لوطنك وشعبك وأمّتك.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *