«وبعدين لوين؟»

Views: 307

خليل الخوري 

لا نُصدّق أننا وصلنا إلى هذه الحال المذرية لدرجة تقنين لقاح الإنفلونزا. حتى هذا اللقاح صار بالإعاشة! وزير الصحة وضع جدولاً، أطول من يوم الجوع، يُحدد فيه آلية الحصول على هذا «الترف العظيم» في ما يمكن أن يوضَع له العنوان الآتي: «المطلوب منك كي تحظى بجرعة من لقاح الرشح». للتأكيد، إننا نتكلّم على اللقاح المضاد للرشح وليس لفيروس كورونا. فثمة إجراءات طويلة عريضة واجبة الوجوب كي يحصل عليه اللبنانيون وسائر المقيمين في لبنان.

ومن لا يُصدّق فليدخل على موقع وزارة الصحة العامة ويقرأ مستلزمات التمكن من الحصول على الجرعة. ولم يكن ينقص سوى إفادة ممهورة بتوقيع مختار المحلّة، وختمه، وعلى مسؤوليته، إضافة إلى الإجراءات العديدة المفروضة على المستشفيات لتوافق على الإفراج عن الجرعة!

ولَو!؟ أإلى هذا الحدّ وصَلنا في لبنان؟ في موسم الرشح والإنفلونزا في الخريف الماضي، كانت الصيدليات تنشر على واجهاتها الأمامية والجانبية أنّ هذا اللقاح متوافر لمن يشاء. إلا أنّ الصيدليات ذاتها لن تتمكّن، هذا الموسم، من الحصول على هذا اللقاح كونه محصوراً بالمستشفيات!

أجل! أإلى هذا الحدّ وصَلنا؟

يا جماعة ماذا فعلتم بنا وبلبنان؟ كيف أوصلتمونا إلى هذا الإنحدار المروّع؟ اللبنانيون ليسوا شعباً فقيراً. إننا شعب طموح، خلّاق، مُنتِج، تتبارى دول الخارج في التعامل والتعاقد مع أبنائنا في مجالات الإختصاصات كافّة من تكنولوجيا العصر إلى الحِرَف التي تقتضي المهارة.

لقد هبطتم بنا إلى قعرٍ لا قعر تحته. أخذتم ودائعنا وهرّبتم الكثير منها إلى الخارج (الكثير يعني واقعاً القليل مما لم تستطيعوا أن تنهبوه). وطوال حقبة من الزمن نجحتم في تحويل لبنان من بلد على أعتاب العالم الأول، إلى بلد فاشل، عاجز، يستجدي كسرة الخبز على موائد اللئام.

ولكن أيّ لؤمٍ أكثر وأيّ لصوصيّة أكبر! أنتم من أثريتم على حساب حقّنا في جنى عمرنا، وفي رفائنا، وفي تقدّمنا، وفي تنعّمنا بالحياة بجهودنا ودأبنا وتفوّقنا!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *