قناعة

Views: 459

جوزف أبي ضاهر

 

خاط الفُقرُ لها ثوبًا، ثقوبه أكثر من أزراره. ولم تسقط في شهوةِ ما ليس لها.

لبسته وخرجت مباهية بما دفعت ثمنه: عرقًا في رِفعَةِ جبين.

مرتبة القناعة أُعدّت لها لحظة ولدت.

 

سطر

انحنى سطرٌ على سطرٍ… وسأله تكاملاً به

نفر وابتعد عنه، وانحنى على آخر تحته، يسأله لذاته ما لم يعطه لسواه.

  

لماذا؟

ظلّها يتبعني ويقاسمني ظلّي.

يتلصّص علي، يحصي أنفاسي، نظراتي، ويحشر ذاته معي في أزقة كلامٍ وهمس رغباتٍ.

لماذا كلّفته مراقبتي؟

هي تدرك تمام الادراك انني ما زلت رأس يمامة بين يديها، وما رفعت نظري عن مسامِ بصمة اصبع منها، كي لا أضيع في الخطوط التي تبتلع الناس في يوميّاتهم وتميتهم.

  

شكل

يكابر الشكل في حضوره، ظنًّا منه: النيل من المضمون. فتأتي المعرفة على بساط نسيمات تشق في الشكل جرحًا يكبر ويكبر حتّى الزوال.

يتنفس المضمون مرتاحًا إلى موقع هو فيه: نبل المعرفة.

  

كلمة

لكلّ كلمة إيقاع وسرد أنغام تتكامل مع أخيّات لها، لتستأهل انتماءً إلى فردوس الكلام.

  

اختلاف… فخلاف

«كلّ رأي يخالف رأينا… خطأ، مرفوض، مرذول. ونطالب بمحاكمة مطلقه، وإنزال أشدِّ العقوبات به وبقائله، وبمن دافع عنه، زمن تشبث به نكاية بنا.

رأي تحريضي، خلفه ما خلفه من علامات استفهام، ودلالات لتعامل مع عدو مستعمر، ومشبوه وعميل… وصولاً إلى الخيانة العظمى التي تستأهل ما تستأهل من نهاية محتومة».

  

أغنية واحدة

يُغنّي الصرّار للصيف أغنية واحدة.

يصل صوته إلى أقاصي السمع، من دون مكبّرٍ، ومتعهد حفلات، ومحطّات إذاعيّة، تبث له أغنية لقاء بدل يفوق بمرّاتٍ كلفة أي أغنية غير أغنيته التي ما احتاج فيها إلى شاعر وملحّن وموزّع، ومهندس صوت وأوركسترا، وطابعة «سي دي» وإعلانات…

مجّانًا أُعطي، ولو زعلت نملة فبخلت عليه بحبَّة مما كدّسته…

الغناء ليس من شيمها وشيم عشيرتها… وليمت الصرَّار جوعًا، أو فليذهب إلى «لافونتين» ويحاسبه.

 

[email protected]

 

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *