قراءة غير موضوعية لقصيدة “وجهك والشمس” لـ الشاعر غازي قيس

Views: 788

د. جوزاف ياغي الجميل

وجهك الشمس تقول الحكاية. يذوب العطف، يصبح الوجه خبرا لها والشمس مبتداها. يصبح الوجه قبل الشمس، في أزلية الحضور.

وجهك الشمس في أضواء الصباح. والشمس رياح النور، في هدأة الرياح.

وجهك النور، يقول الشاعر الغارق في ظلال أفلاطون. نور الحقيقة لا نور الفجر، على التلال.

تشرق الشمس، في حنايا الكون. والشمس مصدر الغلال 

يشرق وجهك على قلبي فيرتعش الوجد الحلال.

وجهك النار، يا حبيبتي. والنار يسرقها شاعر بروميثيوسي الخصال. ولا ندري أتكون نار الحقيقة الموقدة في قنديل ديوجين أم نار الوجد القيسي يبحث عن ليلاه. وليلى تختبئ في الصدر كعطر ياسمين.

وسنديانة الجبل ماذا يقول لها النور العاشق؟ أي فجر تراشق، كي تزهر فيها الأحلام؟ 

سنديانة الجبل هي الشاعر المستهام، وقد أضناه الهيام، ولم تنحن منه الهام, ولا فارقه الإلهام.

جبار هو الحب، بل الشعر يفيض به الصب والرب، والاحترام.

سنديانة تصلي. وصلاة الأشجار في محراب الوجد لها ألف رسالة ورسالة. صلاة يفيض منها رقي البسالة، ويورق فيها الانسجام.

صلاة السنديان عندنا، في الجبل، كصلاة النساك. فهل يستطيع العاشق، يا شجرة الجنة المفقودة أن ينساك؟

في البدء، كانت السنديانة. والسنديانة  الحب والنور والجمال، بل شعر الله.

شاعر هو الله، تقول شهرزاد. وديوانه الأول هو الإنسان.

شاعر وجه الحب. تفيض منه القوافي، وأنوار الصمت، والكلام.

كلام وجهك، حبيبتي، صمت. ولكنه الصمت الثرثار. 

وجهك الكلام، في قبلة النور، والبركان متى ثار.

غلالة النور تستيقظ، آن تستفيقين.

وغاية الأحلام، في خاطر الليل، يورق فيها حنين العاشقين.

كيف تصبح الحقيقة الشمس نجمة؟ 

عيناك نجمتان عاريتان. والعري تشتهيه الأحلام بسمة.

عيناك عرس المنتهى والبداية.

عيناك للسحر والفجر والبحر هداية.

عيناك نجمتا الصباح.

لا تقفلي الصباح في عينيك تسد العتمة.

عيناك مصب الأنوار في البحار. والبحر أغنية الحنين، على ثغر الياسمين.

عيناك لؤلؤتان غارقتان في المحار.

والمحار قلب الشاعر العاشق المعانق أنوار القدر.

يتبدد الحلم.. نخاف. والحلم في عينيها هو الزورق. زورق لا يغرق، وليس يغريه هدب الانتحار.

وجهك والشمس ثنائية في العنوان تتوق إلى الوحدة، في عرس الزمان. وما جمعه الشعر لا يفرقه إنسان.

وإذا الوجه هو الحرية لا وجه حورية، أو وجه  وردة جورية. يتوق إليها الشاعر البرناسي، في عرس البيلسان.

ووردة الصباح هي الحرية، عروس الشعر والياسمين. في وجهها عبق النور الأمين، ونداء ثورة خمرية.

وردة الصباح خمرة أبي نواس إن مسها حجر مسته سراء. فارتشف، أيها القارئ، من خمرة عينيها أنوار الحنان، ما تفيض به أهداب الدنان. 

وجهك والشمس.. يعود العطف، عودة الشعر إلى خيمة عرس التفاح المتاح، في الجنان.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *