أمين نخلة… شاعر المرأة والغزل

Views: 1337

وفيق غريزي

أمير الصناعتين الشاعر أمين نخلة، كان له مدى اوسع من غيره من الشعراء مع المرأة. وقد شبهها بالزهرة الآدمية، ولكن منذ البدء ارتفع حاجز بينه وبين المرأة فرضته التقاليد التي كانت سائدة انذاك، وحرص شاعرنا عليها.

سيرة حياته

الشاعر أمين نخلة هو نجل الشاعر رشيد نخلة، كاتب النشيد الوطني اللبناني، ولد في مجدل المعوش، وهي احدى قرى قضاء الشوف، وليس في بلدته الباروك، عام ١٩٠١، ومنذ سنيه الأولى قيضه الله مكتبة والده العربية التي كانت من اغنى مكتبات زمانها، غرف من معينها الكثير الكثير من المعارف والاداب.

بدأ الأمين دراسته في مدرسة الأخوة المريميين في دير القمر، ولكن اثر اندلاع الحرب العالمية الأولى اغلقت المدارس، وتوقف عن الدراسة، وقد سعى امير البيان الأمير شكيب ارسلان الى توظيفه مديرا بين عامي ١٩١٦ و١٩١٧. بعد انتهاء الحرب دخل الكلية البطريركية في بيروت، وتتلمذ على يد الشيخ عبدالله البستاني، ونال شهادة العلوم النهائية بدرجة جيد جدا، ثم توجه لدراسة القانون في معهد الحقوق الفرنسي في بيروت، ومنه تابع دراسته الحقوقية في الجامعة السورية، ونال شهادةالحقوق. في عام ١٩٤٧، رغب في دخول المعترك السياسي، فرهن مزرعته ليخوض المعركة النيابية، ونجح في الانتخابات واصبح نائبا، ولكن عام ١٩٥١ تخلى عن السياسة نهائيا.

شاعريته

اولى محاولاته الشعرية كانت في سن الثانية عشرة، وكان والده رشيد نخلة يصحح له بعض الاخطاء. وأولى قصايده فيها أبيات اعتبرها النقاد من اجود شعره رغم كونها باكورة هذا الشعر. ويعتبر أمين نخلة من شعراء الغزل الكبار، لقد تعمق في جمالية المرأة الى أن وصل الى روحها وتغزل بهذه الروح، ولكن لم يرغب يوما في التحدث عن المرأة.

ومنذ يفاعته كان الأمين ولوعا بالجمال الانثوي، وتغزل كثيرا بالمرأة، وكتابه “دفتر الغزل” لم يكتب لامرأة محددة، بل كتب للمرأة بالمطلق. ففي شبابه سحر بامرأة بارعة الجمال. شعر بالانجذاب اليها فقال فيها:

 ” أنا لا أصدق أن هذا الأحمر المشقوق فم

بل وردة مبتلة، حمراء، من لحم، ودم.

أكمامها شفتان، خذ روحي، وعللني بشم.

إن الشفاه أحبها، كم مرة قالت: نعم. “.

الحب الكبير

كان والد شاعرنا يصطاف في مدينة عاليه، كما كان والد ايفون – ندرة طرزي- يصطاف ايضا في عاليه، وايام العز كان المصطافون يتنزهون في شارعها الرئيسي ذهابا وايابا. وفي احدى نزهات أمين نخلة التقى بفتاة جميلة جدا، فاحس بسهم “كيوبيد” يخترق قلبه، سأل عنها وعرف انها ابنة ندرة طرزي، أخبر والده عنها، وانه أحبها من النظرة الأولى، بارك الوالد هذه العاطفة النبيلة، وطلب من الأمين التريث، ولكن نار الجوى دفعت الأمين الى الذهاب في الليلة نفسها الى بيت مليكة قلبه، وعرف اهل الفتاة بنفسه فلقي الترحيب كونه ابن رشيد بك نخلة، واعلمهم لغايته من هذه الزيارة. وجمع القدر بين الحبيبين برباط مقدس، وفي تلك اللحظات من اضطرام نار الحب في قلبه خاطب حبيبته (زوجته لاحقا) بهذه الابيات:

“احبك في القنوط، وفي التمني

 كأني منك صرت وصرت مني

أحبك فوق ما وسعت. ضلوعي

 وفوق مدى يدي، وبلوغ ظني

 هوى مترنح الاعطاف، طلق

 على سهل الشباب المطمئن”.

ولهذا اطلق عليه شاعر الغزل والمرأة ويقول: “مطلبي من هذه الدنيا حبيب قلبه مني على البعد قريب هبت الريح باشواقي له وانحنى الغصن، وغنى العندليب”

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *