جسد
جوزف أبي ضاهر
قال الفلاح: أغسل جسدي بالماءِ.
وقال الماءُ: أغتسلُ بجسد الفلاح.
تجلّى النور هالة بين أرضٍ وسماء.
أبواب
تقف الأبواب عارية في مواجهة الدروب وعيون العابرين.
تشدُّ على ذاتها لو رأت عُريًا يخرج منها،
وليس على جسده مشلح خجل.
عتب
غنّى عصفور شعره لشجرة. رقص، أومأ لها بجناحيه.
انتقل من غصنٍ إلى آخر في قلبها، فما اهتمّت.
زعِلَ وطار حين رآها تصفق لريح عابرة درب.
خيال
ليس لخيالي أي صوت، ولو صامتًا، كتومًا، لا يتذمّر، ولا يبوح بسرٍ.
لماذا حين دَخلتُ بيتها، أقفلتُ الباب خلفي وتركتُ خيالي خارجًا؟
مودّة
بين الجبل والسهل مودّة كاذبة، وشهوة امتلاك ومكاتيب زهرٍ.
فتحت الأرض خزائنها وقسمت ثروتها بينهما.
جعلت المسافات حدودًا للرغبات.
قصائد
وسَّعَ الشاعر قصائده للملهمات:
أسكنوها نعيمًا لا أثر فيه لدنس.
سَكنوها، وظلّ هو خارجها.
شمس
خرج من العاصفة إلى هدأة البال، وظلّت عينه على شمس،
كم صلّى لتغيب، فيخرج إلى نجمةٍ، يَعدها أن إذا امتلكها تصبح شمسه.
شاعر
يلبس الفضاء ثيابًا زرقاء. ويلبس البحر ثيابًا زرقاء.
كتب الشاعر قصائده بحبر أزرق، ليخدع الفضاء والبحر بأنه من نسلهما، وله الحق بملكهما.
كّرّم
بساتين النهار ذاتها بساتين الليل، مع فارق بسيط بينهما.
بساتين النهار تفتح كفّها على كَرَمٍ لكلّ العابرين.
… وبساتين الليل تقفل كفّها على كَرَمِ للمختارين، فقط.
أصوات
لا ترسلوا أصواتكم وحدها إلى البعيد.
في المسافة يخرج «غول» الحكاية، لهفًا وجائعًا، فيأكل الأصوات،
ولا يعود يصل منها غير الأنين.
ميزان
في الدكاكين ميزان بيع وشراء، تحرسه ذمّة بائعٍ لحقِ مشترٍ.
… وفي المحاكم ميزان عدلٍ مرفوعة صورته على حائطٍ، يمنعه من الكلام،
حتّى لا يُؤخذ كلامه على غير حق.
رؤية
هل تريد رؤية الحياة جميلة؟
أغمض عينيك وارسمها كما تشتهي.
وإياك أن تفتحهما، قبل اكتمال الصورة فينقطع رباطها وتقع على رأسك.
عصفور
أسكن في مدينة، وتسكنني قرية.
سرق عصفور المسافة بينهما، وما عاد سكن ريف عين.
