مجلّة Aleph-Lam الزَّاهِرَة في هِندَامِها الجديد… واحةٌ إعلاميّة ثقافيّةٌ فكريّةٌ نتفيّأ ظِلالَها الوارفة
د. السّفير محمّد محمّد خطّابي *
مجلّة “Aleph-Lam ” البيروتية الغرّاء تهلّ وتطلّ علينا في أبهى صورة ، وفى إخراج عصري بهندامها الجميل الجديد أحببتُ أن أوجّه تحية حرّىَ عالية لها وللقائمين عليها بعناية فائقة، واحترافية عليا من فرسان وفارسات اليراع والابداع والإشعاع والإمتاع الإعلاميّ ،والسياسيّ، والأدبيّ، والفنّيّ ، والفكريّ، والعلميّ، والتاريخيّ وفى مختلف مجالات الحياة، وعلى الرغم من الظروف الصّعبة التي يمرّ بها لبنان الشقيق ( نرجو الله أن تنزاح عنه في أقرب الآجال) ما فتئ “جنود الصحافة والإعلام ” يبذلون قصاراهم ،ولا يدّخرون وسعاً في السّهر على تقديم هذا المنبر الإعلامي الكبير والصّرح الثقافي الرّصين في أبهىَ الصّور،وأجمل الأثواب ،وعليه ما فتئ إعجابنا بهذا الجهد الجهيد ،والكدّ المتواصل يتزايد يوماً بعد يوم ، ويضاعف من إنبهارنا بهذه النافذة الفكرية المُشرعة على العالم التي تقدّم لقرّائها وكتّابها المنضوين تحت ظلال أدواحها الوارفة فى مشارق الأرض ومغاربها كلَّ بديعٍ رائع، وجميلٍ جليل فى عالم الخَلْق، والعَطاء، وإلإبداع فى مختلف أغراضه من أدبٍ، وشعرٍ، ونقدٍ، وقصّةٍ، وروايةٍ، ومسرح، وسينما، وتاريخ، وفنون،وأخبار إلخ… فمن خلال هذه الشُّرفة الفسيحة نطلّ كلّ يوم على حدائقها الغنّاء، وبساتينها الباسقة الفيحاء التي تحفل بباقاتٍ شعرية، ومزهريّاتٍ أدبية ذات الألوان الزاهية النضرة، تزيّنها أغصان يانعة من المعرفة المستنيرة، والثقافة المتميّزة، والفكر الخلاّق بكلّ رونق وبهاء.
ألف لام ولغة سيرفانتيس
“ألف-لام” هذه المجلة اللبنانية المنيفة الثقافية، الجامعة، الرائدة، والمتجدّدة، والواعدة،يذكّرنا إسمُها السِّحري بالكلمة الأولى التي كانت فى البدء، تعيدنا الى بدايات نطق كلّ الأسماء المُعرّفة، وضع لها القائمون عليها اسمًا ُمركّبًا جميلاً من أداة التعريف ألف لام،(AL ) إنّها تعيد الى أذهاننا كلّ الكلمات، والمُسمّيات، والمُصطلحات التي بثّها أجدادنا الميامين في الحياة الاسبانية بالأندلس الفيحاء في مختلف مجالات ومرافق وقطاعات المجتمع الاسباني لغةً، وأدباً، وشعراً ،وعِلماً،وفنوناً ، وغناءً،وووو… حيث يؤكّد لنا العارفون ،ويوثّق الدّارسون واللغويّون أنّ جميع الكلمات والأسماء التي تبدأ في لغة سيرفانتيس ب (أل) ” ألف – لام ” هي من أصل وأثل عربييْن بدون منازع .
واحة فكريّة تنويريّة حداثيّة
هذه المجلة منبر ومنار ثقافيّان بديعان، وواحة فكريّة، تنويريّة حداثيّة نتفيّأ ظلالَها المُخضوضبة بعِطر الشّرق السّاحر، وبهائه الآسر، إنّها دوحة باسقة للعِلم، وسنديانة مُورقة بالمَعرفة والعِرفان التي ما إنفكّت تحنو على قرّائها، وقارئاتها، وزائريها، وزائراتها،وكتّابها ، والمُسهمين فيها حُنوَّ المُرضعات على الفطيم، تصدّ عنهم الشمسَ الحارقة أنّىَ واجهتهم، فتحجبها، وتأذن للنّسيمِ، ، تشفي غليلهم من ظمأٍ زلال، و من أوّام، وهيام المتيّمين الوالهين بالعلم والمعرفة والثقافة والإبداع الخلاّق، وتُسعد العاشقين للحرف العربيّ النقيّ النابض، وللكلمة العذبة، والأدب النيّر، والفكر المستنير.
إنّني لجدّ فخور، ومسرور، ويُشرّفني بأن أكون من المُسهمين بإنتظام فى هذا المَوقع البهيج، والمنبرالرّفيع الذي كانت سعادتي فى العثور عليه كمن عثر على منجمٍ من الذّهبٍ الإبريز، أواللُجَيْن الخالص .
عُكاظ المُثقفين المُستنيرين
لهذه المجلة الغرّاء جاذبيّة سحريّة خاصّة، تأخذ بمجامعنا منذ الوهلة الأولى، ولا جَرَمَ أنّنا جميعاً عشنا هذه التجربة الرّائعة معها عند زيارتنا لها لأوّل مرّة، حيث أضحت بالنسبة لنا كماء النّيل مَنْ شَرِبه لابدّ أن يعود إليه !وبعدئذٍ لا نستطيع منها فِكاكاً، يكاد أن يكون وَلعُنا بها، وتعلّقنا بتلابيبها، وتشبّثنا بأهدابها، يتوازىَ مع تمسّكنا بكلِّ جميلٍ رائعٍ، وفاتٍ رائقٍ فى حياتنا اليومية المتواترة، إنّها مجلة غنيّة بمضامينها الخِصِبة، ثريّة بمواضيعها المتنوّعة، بديعة فى إخراجها وصُوَرها الزاهية، مُزهرة بحقولها وينابيعها الثرّة النضرة التي تجعل بيننا وبين الإنغماس والإستمتاع بروائع الفكر، المعرفة، والعلوم، والفنون، والعرفان آصرةً وُثقى لا إنفصامَ لعراها هي قاب قوسين منا أو أدنى، إنّها منتدىَ الكتّاب، والمفكّرين، وملتقى الفنانين، وعُكاظ المثقفين، وقبلة المُبدعين المستنيرين،الحداثيين، ومنبر حرّ للأدباء والشّعراء والنقاد والدّارسين من كلّ صوبٍ وحدب، إنّها مثالٌ حيّ للعطاء الثرّ، والمتابعة الحثيثة، والمسايرة الدقيقة، والمثابرة التي لا تكلّ، ننتظر منها الكثير، بفضل همّةِ صفوةٍ من خيرة المُبدعين، والمُبدعات من حَمَلة اليراع والبيان، ونخبة ممتازة من المُشرفين السّاهرين عليها لتخرج الينا مع بزوغ كلّ شمس،وإشراقة كلّ صباح فى تلك الحلّةٍ القشيبة، والهندامٍ الرّشيق،التي أمست ضياؤها السّاطعة تنير دياجي مختلف الأصقاع، والبقاع، والحواضر والأمصارمن أقاصي البلدان والدّيار.
هنيئاً لهذه المجلة الرّائدة وشكراً من من القلب للقائمين عليها، وفى طليعتهم الأديبان الأريبان، والإعلاميان المُتوهّجان جورج طرابلسي وكلود أبو شقرا .. ألف تحيّة وتجلّة وتبريك، وتمنّياتنا الخالصة لهذه المجلة الجميلة ولطاقمها المتفاني في العطاء بكلّ سخاء بمزيدٍ من التوفيق والنجاح، والتألّق والفلاح، والذيوع والإنتشار.

مثقفان لا تفرغ سلالهما من الخير
وأختم هذه العجالة – وهو مسك الختام كما يُقال- بكلمةٍ رقيقة موفيةٍ بليغة للأديبة الأنيقة، والباحثة المثابرة الحثيثة الأستاذة مارلين سعاده التي تقول مشكورةً وممنونةً في هذا المقام: “أضمّ صوتي الى صوت السّفير الدكتور محمّد محمّد خطّابي، وأضيف: إنّ كبيرنا الأستاذ جورج طرابلسي، وصديقتنا الغالية كلود أبو شقرا لا تفرغ سلالهما من الخير والحبّ، يوزّعانها باقاتٍ ولا أروع على أحبّائهما. أدامهما الله وأغدق عليهما خيراته أضعاف أضعاف ما يمنحانه لنا من الفرح. (zonaroofingaz.com) لقد استطاعا بسهرهما الدائم، ومثابرتهما، وعطائهما اللاّ محدود، أن يحلّقا بموقع “ألف – لام” عاليًا، وبشكلٍ سريعٍ ولافت، وقد اتّخذا له اسمًا ُمركّبًا من حرف التعريف “أل”، ليختصرا فيه ومن خلاله كلّ ما يمكن أن يعرّفاه لنا من ثقافات، حامليْن بإحدى يديْهما الشمس وبالثانية القمر، مُرشديْن أنظارنا الى عوالم بديعة تُسحِر القلبَ والرّوح.
***
(*) كاتب، وباحث، ومترجم من المغرب، عضو الأكاديمية الإسبانية- الأمريكية للآداب والعلوم بوغوتا كولومبيا.
طبع في لبنان، كثير من الكتب المدرسية وغيرها كانت تأتينا من لبنان في ستينيات القرن الماضي، والدكتور الخطابي عرف كيف يحافظ على الجسر الثقافي بين المشرق والمغرب من خلال ألمع المنابر الإعلامية الف/ لام بمساهامته المتميزة التي تزيد ترابطا بين المشرق والمغرب.
تعليقك البليغ والموفي والمفيد فى هذه المجلة الراقية أخي العزيز بلسم شاف للقلوب الظمأى للمعرفة والعرفان .. لقد كنت حريصا كعادتك ودأبك ان تضمن التعليق بفيض مشاعرك النبيلة وعواطفك الرقيقة التي تندّ عن روحك الطيبة السمحاء وتفصح عن قلبك الطهور المفعم والمترع بمحبة الآخرين ..والله أيها الأديب اللبيب لقد صدقت واوفيت وابلغت وافدت واقنعت كان لبنان كما كان يقول لنا الوالد تغمّده الله بواسع رحمته وسيظل النبع الفياض لكل خير ولقد كان لهذا البلد الجميل والاصيل قصب السبق فى هذا المجال منذ عهود بعيدة خلت أذكّّرك كذلك بما كان يقوله لنا فى هذا المضمار ( ان معظم الكتب التي كانت تزخر بها مكتبته رحمه الله منشورة ومطبوعة فى لبنان وفى مصر..نعم فى لبنان وما أدراك ما لبنان..) لقد عدت بنا الزمان القهقري وذكّرتنا بشهادة معلّمنا الأوّل فى البيت قبل ان نذهب الى المدرسة حيث اكتشفنا ان الوالد كان على صواب إذ معظم الكتب المدرسية التي كنا ندرس فيها ونتأبطها فى طفولتنا وشرخ شبابنا كانت مطبوعة في لبنان الآغرّ انه الدور الطلائعي الكبير الذي اضطلع به هذا البلد الأمين الذي يحتلّ مكانة خاصّة فى قلوبنا فى نشر العلم والحكمة والكتب والاسفار التي ما زلنا نحتفظ بها الى اليوم.. شكرا لألف -لام الغراء التي تتيح لنا باستمرار هذا التواصل والتفاعل بين مشارق الارض ومغاربها .تحيّات ومحبّات..