قصيدتان من تعب الأرض…
حسناء عنيسي
دون قصد …
وقفتُ أمْخُرُ (أشقّ) صوتي
أعدّل حشرجة الآه
أحضن أحبالك الصوتية
كيف أتبع نكهة الأمس وأختار روحك؟
أتنفّسُ أيامي وأُكثر الشهيق
وأنا التي متُّ أعوامًا
أنا التي عشت في حناياكَ سرًّا
مللتُ إسهامي في الملل
استياءَك من ذاكرتي
مللت ضياع قلبي في مدينتك ..
هل لي أن أتقيّأ حبك ؟
أزرع جفاءً موسميًّا
أصطاد أشباح الوقت
أحبك من حيث لا أدري
وأدري أن صمتك خوف
واستهتارك حبّ
أين أذهب إن رجوتَ رحيلي؟
كل المسافات يشغلها حضورك
في الأفق يتجسد طيفك
فاتحًا ذراعيه
يطفئ شمسي
يزجني بين أحضانك
فأمتزج بما خفي عني ..
***
أهرول إليك …
أخاف حتى الموت سكناك داخلي
وأنا التي رميت أحلامي على أول مقعد
تعريت من مشاعري
نقطة دم تتسلل من بين صدري
تناقش السنين محاولة نفيك
رمل الطريق يخاف ماءك
وأنا أخاف الغرق !
أخاف الضياع في تفاصيلك
التماس أصابعك ،
بعثرة ملامحي من نظراتك
هل أجعل الوقت يرتدي نظاراتك ؟
بأية نظرات أراك وأرمق ظل روحك ؟
بأية أذن أسمع طنينك؟
كيف أناديك وأنفي يحتقن وصوتي مبحوح ؟
ما مصير الهرولة
كيف يكون الهروب منك وإليك؟
