الهاجس الأمني

Views: 298

خليل الخوري  

لم يغب الهاجس الأمني يوماً عن اللبنانيين، إلا أنه بلغ ذروته في الأسابيع الأخيرة… ومرّةً أخرى نُشير إلى المعلومات التي تقاطعت بين الأجهزة الأمنية اللبنانية وبعض مثيلاتها في الخارج. وذهبت إلى حد الادّعاء بأن العامل الأمني كان أحد أسباب تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، مُضافاً إلى الأسباب الأخرى ذات الصلة بـ»فشل» الجانب اللبناني في تشكيل «حكومة مَهَمة» في طليعة أولوياتها الإصلاحات ومكافحة الفساد.

ما يدعو إلى نوعٍ من الارتياح أن «العين السهرة»… ساهرة فعلاً! فالتعاون بين الأجهزة الأمنية في أعلى مستوياته، وكذلك تبادل المعلومات المتوافرة.

وإذا صحّ ما يرشح من تلك المعلومات، فإن عدداً من «الخلايا النائمة» العاملة مع التطرّف بدأ يستيقظ، وأن تلك الخلايا تتلقى الأوامر والتعليمات من قياداتٍ تنشط خارج الحدود برعاية أطرافٍ إقليمية ودولية من جهة، وبتناغمٍ مع المنظمات التي روّعت المنطقة من جهة ثانية.

وفي المعلومات إياها أن تلك الخلايا تنشط في بعض المناطق النائية أكثر من المناطق الأخرى، وهي قلّما تتواصل في ما بينها إلى درجة أن معظمها لا يعرف الآخر، وذلك للتقليل من إمكان كشفها إذا «وسّعت البيكار».

واستعداداً للأعياد الآتية (الميلاد المجيد ورأس السنة) تتهيأ الأجهزة العسكرية والأمنية لأقصى درجات اليقظة لأن استهداف المعابد هو على جدول أعمال الإرهاب.

وسواء أكانت تلك المعلومات الواقعية دقيقةً أو مبالغاً فيها، فمن المؤكد أنها ترتكز إلى وقائع موضوعية، وهو ما كان مدار مداولات مطوّلة في المجلس الأعلى للدفاع الذي عُقد مساء أول من أمس الخميس في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال عون، والذي استأثر جانبٌ مهمٌ من مداولاته بهذه النقطة.

ونودّ أن نكرر أن القوى والأجهزة العسكرية والأمنية ساهرةٌ فعلاً. وبقدر ما تدعو هذه الإيجابية إلى الارتياح، بقدر ما تتعاظم المسؤولية على المواطنين أيضاً لاعتماد الحيطة والحذر.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *