شهر وأسبوع

Views: 311

خليل الخوري  

بعد أيامٍ معدودة على إعلانه أنه سيُرشّح نفسه للرئاسة في العام 2024، تراجع دونالد ترامب عن هذا القول الذي يعني اعترافاً بخسارته المعركة الانتخابية لولاية ثانية. فقد أقرّ ضمناً بالهزيمة، ولو اعتبر نفسه فائزاً، لما فكّر بالولاية الثالثة على التوالي التي يُحظّرها الدستور. وجاء التراجع فاقعاً وإن كان مألوفاً من هذا الرجل، غريب الأطوار، فأعلن مجدداً أنه الفائز في هذه الدورة الإنتخابية الغريبة-العجيبة التي يمر، اليوم، على إجرائها شهر وأسبوع ولا يزال فرز الأصوات وإعادة الفرز جاريَين!

أهذه هي أميركا، «مؤدّبة» العالم؟ إذ يتعذّر فهم أن الدولة العُظمى، وهي القوة الأعظم في هذا العالم، لم تتوصل، بعد، إلى إصدار النتيجة فيما كِلا المرشّحَين يدّعيان الفوز؟

أهذه هي الولايات المتحدة الأميركية التي ندبت نفسها لقيادة العالم بالترهيب والترغيب؟

أهذه هي بلاد العم سام التي تحمل سيف ديموقليس وتشهره على رؤوس الأشهاد ورؤوس الدول والأفراد، فتفرض العقوبات يميناً ويساراً، دولاً وحكومات، وشعوباً وجماعات، وأحزاباً ومصارف وأفراداً… وتلوّح به لمن لا ينقاد إلى أوامرها، أو من يُزعج خاطر ربيبتها إسرائيل فتهدده بأن دوره آتٍ، وعليه الدخول إلى بيت الطاعة وإلا…؟ …

أهذه هي «أم الديموقراطية» وهي عاجزةٌ عن التوصل إلى قرارٍ نهائي بالنتيجة، يُفترض أنه غير متعذّر لأنه مبنيٌ على عدد الأصوات في أهم وأخطر استحقاق لديها، أي انتخاباتها الرئاسية؟

أهذه هي أميركا، الدولة التي أرادت تأنيب من تشاء في العالم، خصوصاً من يعصى التعليمات والأوامر والمصالح الاقتصادية، وذلك كله باسم الديموقراطية؟!.

أهذه هي أميركا التي تخترع «الأسباب الموجبة» ليس لفرض العقوبات وحسب، بل أيضاً لإعلان الحروب وغزو الدول، كما فعلت مع العراق وفيه، ومن لا يُصدّق فليقرأ مذكرات جورج تينيت، مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA) في عهد جورج بوش الإبن، الذي كتب يقول إنه اجتمع مع الرئيس قبل الغزو وقال له: «السيد الرئيس، معلوماتنا تؤكد أن ليس لدى صدام حسين أسلحة دمار شامل وبالكاد لديه أسلحة دفاعية محدودة الفاعلية، وليس في العراق إرهاب و»القاعدة»، فما تدّعيه من أسبابٍ موجبة للغزو غير موجودة»؟!.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *