دقات الانتظار!!

Views: 18

 خليل البكراوي

(المغرب)

 كانت أشبه بقطة متوحشة لها مخالب، تندب قلب كل من حاول أن يقترب منها، وهو شخصيا أبدت له مقاومة عنيفة في البداية، قبل أن يجري لها الترويض العاطفي، ويقلم مخالبها بلطف!

يا لها من امرأة وديعة ورقيقة جدا من الداخل، فخلف تلك المقاومة العنيفة، وجد امرأة بمشاعر مرهفة جدا تخاف من الخذلان، وفي نفس الوقت كانت في حاجة الى من يحبها، ويدللها، ويهتم بها بصدق، ويغمر وجدانها بالحنان، ويشد بيدها، ويجبر خاطرها(..)، وهو كان المحب والمُدلل والصادق والقلب الحنون في تعاملها معها، فبكلمة واحدة،  كانت تصير حمامة زاهية تغرد، فراشة تتراقص فوق الأزهار، ثم تطير في السماء،  وهي كلها فرح وسعادة، وهو يجلس في مكانه يراقبها عن بعد لتنزل، وهي تحلق عاليا، وتزداد بعداً حتى تختفي !

وعندما ينسى الأمر؛ كانت تنزل، وتجلس قبالته ترتجف كطفلة خجولة، وخائفة، تنتظر أن يقول لها كلمة أخرى، حتى تملأ ذلك الفراغ، وتعمر الخراب الذي بداخلها، قد يقولها لها، وفي آحايين كثيرة، كان يبخل، نعم يبخل، مخافة أن تطير من أمامه كما طارت في المرة الأولى والثانية والثالثة والرابعة حتى، وتركته وحيدا ينتظر!!

وفي لحظة التجاهل على إيقاع دقات الانتظار؛ يدرك فعلا أنه يحبها، ويذوب في جمالها، وسحر عيونها، وطيبة قلبها، وصفاء روحها، وحُمرة خديها(..)، فيحن قلبه، ويعود اليها، ويصالحها، ويهتم بها، ويحبها، ويدللها، ويقول لها: أنتِ الوطن، أنتِ الأميرة، أنتِ الحضن الدافئ، أنتِ الحياة، وأنتِ أجمل ما في هذه الحياة، فرفقا بي وبقلبي، فأنا لا أطيق أن أبتعد، وأراك حزينة، وفي نفس الوقت لا أطيق أن أقترب، وتبتعدين عني، فأحزن!!

قالت له بخجل: عندما أنطق اسمك، شفتاي تصبحان أجمل، ويتورد اسمي مع نطق كل حرف من اسمك، وتبقى أنت وحدك من يرتعش له القلب، وتستكين عنده الروح، فلا تأخذني على محمل الجد، اذا ابتعدت، فقد كنت متوحشة معك في البداية، أما الآن فأحتاج منك المزيد من الدلال!!

 ***

 (*) الصورة الرئيسية: مقتطفة من مسلسل “ثلاثة عشر سببا

 

(tjc.org)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *