رسائل الى أمي… الرسالة الخامسة: في عيد الميلاد!

Views: 551

رندلى جبور

أمي، ربما لم نسكب دموعاً في يوم واحد بقدر ما فعلنا في الميلاد الاول بعد رحيلك… أنت ولدتِ مع السيد المسيح في الحياة الابدية، أما نحن فكنّا وكأننا في الجمعة العظيمة، على طريق جلجلة فراقك!

لم أتخيّل بيوم أننا سنعيش هذا الألم الذي ليس كمثله ألم… نكهة اجتماعنا العائلي كانت ناقصةً ملحك وحضورك الطاهر وحركتك وفرحتك بنا لأننا كنا لكِ العيد…

اللقاء كلّه بدا مختلفاً. التزمنا وسنلتزم بوصيتك الدائمة بأن نبقى دائماً معاً، ولكنّ هذه ال معاً الناقصة أنتِ هي ناقصة الكثير، ناقصة الرحم الولاّد للحياة لنا وفينا…

أمي، لبس العيد وجه الوجع… كل عيد سيكون كذلك… لم يعد عيداً بل صار غصّة… صار شريط ذكريات نبتسم لها حيناً ونبكي أكثر الاحيان.

من العيد، وحدها الصلاة بقيت واللقاء… وحده الرجاء أنك معنا في الروح وانك في مكان أفضل. أما الضحكة فسرقها فراقك، والأمان صار ناقصاً دفئك، والحب صار فاقداً لعينيك، واللهو ما عاد زائراً الى بيوتنا.

كم هو موجع الميلاد بلا حضورك الجسدي.

كم هو ثقيل العيد الذي لم تعدّي طعامه بيديك المجبولتين بالحب والحنان.

كم هي باهتة الاضواء بلا نور وجهك.

كم نحن يا أمي ما زلنا بحاجة إليك…

ومع ذلك سنبقى نلجأ اليك في كل ساعة، في كل دقيقة وفي كل لحظة ونردد مع كل لجوء أننا نحبك بما يفوق كل تصوّر!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *