لا وطن من دون أمل وحلم ورجاء

Views: 312

سليمان بختي

كان المؤرخ الراحل كمال الصليبي يردد “لا خوف على لبنان”. ولن يصيب اللبنانيين الا ما يصنعوه بأنفسهم. وان الدستور اللبناني هو من اقدم الدساتير في العالم”.

في النهاية لا تقوم الدول الا على العدالة والقانون. يروى ان الجنرال ديغول في اول احتفال للسفارة اللبنانية في باريس بعيد الاستقلال بحث عن السفير اللبناني ليقول له ” اذا اردتم بناء الدولة عليكم الانتباه للقضاء وتطبيق القانون”.

كان الرئيس الراحل فؤاد شهاب يقول ازاء كل ازمة تواجه البلاد” شوفوا شو بيقول الكتاب” (الدستور) او بلهجته الكسروانية المحببة “ايش بدن الاهالي لنعمل”. في السياسات المؤسسة للبنان كان يعتبر الاهم دائما هو دروب اللقاء وتعزيز مساحات التلاقي وتمهيد سبل التواصل بين اللبنانيين. اما اليوم فلا كلام ولا حوار بل محاصصة وفساد وشروط وشروط مضادة ومقاطعة وتقطيع اوصال البلد.

أين ذهب حكماء لبنان الذين كانوا اكبر من الحياة؟ اين ذهب الذين تتكئ عليهم بلاد واوطان؟ اين ذهب الذين على ما يقول الزميل الاديب سمير عطاالله يحبون بلادهم اكثر من انفسهم؟ لبنان في حاجة الى رجال حكماء فمن دونهم لا نهوض للوطن. ان تعيش في الوطن يعني ان تعيش الالفة في المكان والزمان والناس والاشياء والحياة. ان تعيش الكرامة، ولا ان تعيش في ثقافة الغزو والخوف والتكفير والتشبيح والفساد والتسول والنكران. لم يحتقر اللبنانيين في تاريخهم كما احتقروا على يد هذه الطبقة السياسية.

من زمان رأى ارسطو ان الوطن والدولة يعنيان جماعة مواطنين عاقلين احرار. فأين المواطنية؟ واين العقل؟ واين الحرية؟ اين النسق الاخلاقي في احترام القوانين في السياسة والشأن العام؟ اين نحن من حركة التاريخ ودورنا فيه؟ التاريخ ببساطة ان تنهض بنفسك واهلك وشعبك. التاريخ ان تجعل بلادك مادة لاحلامك. التاريخ ان يحبك الناس وتحبهم ويصدقوك وتصدقهم.التاريخ ان نظل نرى الامل والمستقبل.

لم يبن وطن في التاريخ من دون امل. من دون حلم. من دون رجاء.من دون كرامة. فهل نعتبر؟

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *