بين التَّجنِّي والتَّجلِّي:
غاده رسلان الشعراني
في بَثقٍ تَجُودُ بهِ الرُّؤيا تُطَهِّرُ أعيُنَنا ليشرقَ نورُها
تؤنِسُنا مُفاعِلاتٌ نوويَّةٌ ثقافيَّةٌ تجودُ بِقرائِحِها مُعلِنَةً تجلِّياتِها بهدوءِ العارفين الواثقين المتفاعلين مع حركةِ الكونِ والوجود
بمشيةٍ متهاديةٍ تغرسُ بذارَ عطاءاتِها بتؤدةٍ وحبٍّ
تناجي الحياةَ انْ تقلِبَ تربتَها بمحراثِ القلمِ والحبرِ
تَنسِلُ من شرنقاتِ الفكرِ الحريريِّ فراشاتٍ محلِّقةٍ في سماءِ المعرفةِ فَتمنحُ بِتسامياتِها اعتلاءً وتجدُّداً واعياً …
وفي تَغاوٍ تلوِّحُ بهِ الأطُرُ المزركشةُ والأحذيةُ اللَّامعةُ تثقبُ عينَ الحياةِ لِتُخفي مجدَ أبطالِ حرفٍ ولونٍ وخلقٍ إبداعيٍّ وأشاوسَ كلمةٍ بهيَّةٍ و ريشةٍ فاعلةٍ بِتغييبٍ وانعدامِ اهتمامٍ بِلعبةٍ أقلّ ماتُوصفُ بالمُقذِرةِ والمُزفِرةِ لِتنفُّسِها ملوَّثاتٍ فائِحةٍ بالتَّفاهةِ والتَّعلُّبِ ، تُداني بِها ماتحتَ أقنعَتِها وملامِحِها مُشوَّهَةِ التَّحقُّقِ والتَّمَظهُرِ …
وما يُوجِّسُنا بِها أشهَقُها ثقافةً بِقَصديِّةٍ و بلا قصديِّةٍ تساهمُ في انمحاءٍ ساهمٍ ساردٍ مُتَسارعٍ لِوجهِ الحياةِ الأبهى بِتجنِّياتٍ ماجِنةٍ ، نزيرةِ السَّويَّة الإنسانيّة ، نقيعةِ الجمودِ السَّافرِ ، كفسائلٍ تنزعُ من معنى الطَّبيعةِ إزهاراتِها وتَزَهِّيها …
نحوَ آذانِكُم الصَّماء عن صوتِ الحداثويُِة شهوقِ المسؤوليِّة و نحوَ عيونِكُم المُفَنجِرَةِ حدودَ البَظَظانِ اللا واعي و نحوَ حِسِّكُم المُتلاذِذِ في لَبِناتِهِ القديمةِ و نحوَ ذوقِكُم اللَّا مُتَجدِّد أوَجِّهُ حَرفي …
أُوَجِّهُ حَرفي للغارقين في أمجادِهِم اللَّامعةِ بثقافاتِهِم المتنوِّعةِ أنْ تَنقشِعَ عن أعيُنِهِم الدَّاخليَّةِ بعضَ اكتفاءاتٍ بِثلَّةٍ ممَُن يتحقَّقُ بِها زيفُ الكرسيِّ الثَّقافيِّ …
أُوَجِّهُ رسالتي للعابدين المظهرَ الخارجيَّ والمُوارينَ ثراءَ فكرِ الكُثُرِ ممَّن لاتسندُهُم الحياةُ …
ياجمعَ المُثقَّفينَ المُعتَلينَ على بهاءاتٍ منتثرةٍ حولَكم وإزهاراتٍ توازيكُم أو تفوقُكُم عمقاً وسموَّاً مخافةَ فقدِكُم توهجاتِ الأنا الزائفة …
اعتنوا بِكُم بقراءةٍ في كلِّ فكرٍ
اعتنوا بِكُم بتفهُّمٍ في كلِّ روحٍ
اعتنوا بِكُم و بِعبقٍ في كلِّ زهرةٍ
اكسروا ال ( أنا ) فيكم لتعتلي ال (نحن) بكم …
إن لم تكنْ صوتاً حرًّاً حقيقياً فالأجدرُ بِكَ كسرَ قلمِكَ أو منحَهُ لِمنْ يتقنُ فنَّ العطاء …
