راح

Views: 367

جوزف أبي ضاهر

 

 

حين كنّا صغارًا، جاء البطل إلينا، على حصان الورق الملوّن في الكتب.

كان زمن «عزّ» الكلام والقصص والصور… والأحلام التي تنتقل من صحو النهار إلى رهبة العتمة.

أصبحنا كبار عمر. فتّشنا عن الـ «عزّ» فما وجدنا أثرًا له.

 

زعيم

باع الشيطان نفسه لرجلٍ.

قيل: تعب من حمل المذلاّت.

ارتاح الرجل من ملاحقة الناس له… صار زعيمًا لهم.

 

كسل

كتب البحر أرجوزة في مديح الكسل، ورماها فوق رمله.

أرسلت السلطات المحلية شرطتها لتنظم بحقه محضر ضبط:

«خالف قانون النظافة».

 

صوت

لن أخرج من اسمي، ولو أُبعدت عنه قسرًا.

سيبقى حضوري الروح التي تنهض في كلّ حرف، في كلّ لون، وفي كلّ نبرة صوت تشبه صوتي.

 

خجل

خجلت امرأة من سياسي مشى بين الناس من دون نقاب.

­ ويحك. استتر.

 

دمع

رفع الفقير دمعه قربانًا.

­ لمن؟ الآلهة مشغولة بصنع كعك العيد.

في العيد لا يُستقبل الدمع!

 

حرّية

يتحدّث الديكتاتور دائمًا عن الحريّة.

ليس في سجنه مساحة لموقع قدم.

قرّر فجأة وضع الحريّة في موضع الاتهام.

 

حياة

في الغرف الصغيرة، كما في الغرف الكبيرة، تبحث الحياة عن روح هائجة لتستقر.

… وإلى الآن ما زال البحث جاريًا.

 

عمّال

العاملون لتأمين فرص الموت أكثر من العاملين لتأمين فرص الحياة.

…. ويطالبون بمزيد من العمّال العاطلين عن التفكير.

 

أحلام

لماذا تنتعل الحذر وتترك لعقلك حريّة السقوط والمجازفة.

هل المسافة بينهما كافية لهذا العداء العتيق، عتق الأحلام الموضوعة مؤونًا في خزائن الكتب؟

 

كلام

كانت رسالة جسدٍ، ولم تُقرأ جيدًا.

من وصلت إليه رأى العنوان كافيًا للتعريف بها.

ابتعدت عنه، لم تسعفه رغباته لفتح الرسالة.

انتظر الوقت يمرّ، ليمتلك الشجاعة ويضع توقيعه ختامًا لكلّ الكلام.

 

ديك

يستيقظ الفجر في فنجان قهوةٍ.

شفتان… نافذتان تنفتحان على كلامٍ.

تغري الأصابع قلمًا، يحوّل الورق الأبيض ديكًا، يفضح الصباح.

 

صلاة

لا ترفع ثياب النهار. دعها تصل إلى الأرض.

تَنَصّت إلى ما تقوله لها.

عند المساء، سترفع الصلاة لأجل رغبة الأرض.

 

[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *