تراب

Views: 971

جوزف أبي ضاهر

 

­ «جُبِلَ الإنسان من تراب وماء».

سَمِعها صغيري، نظر إلى ثيابه وبكى:

 «أَحلفُ أنني لم ألعب بالماء والتراب».

 

طفولة

ملأ العمر كفّي بالتراب. هربت إلى طفولتي.

جمعت: خطواتي الأولى، كلماتي الأولى… كتبي، أقلامي وعلاماتي المدرسيّة الضئيلة. تحصّنت بالذكريات… أغريت العمر بها ليترك كفّي.

ليتركني أتعلّم طفولتي من جديد.

بدأت أنكرها.

 

هو وهي

أرهقتهما حياتهما.

قرّرا تركها إلى أخرى جديدة. كان بينهما نهر صاخب.

قفزت عارية واستقرت.

قفز وغرق

حين انتُشل، وجدوا ماضيه مُخبأ في جسده.

 

أرض

أقم دارًا لمُلك الأرض،

واشعل نارًا لدفء الأرض،

وازرع واحصد خير الأرض،

… واصنع لقلبك جَناحي عصفور حتّى لا يشتهيه فم الأرض.

 

عتمة

جاءت الشمس إلى نافذتي.

مدّت إليَّ يدًا واحدة وتركت الأخرى بعيدة.

ما استطعت بيدٍ واحدة الخروج من عتمتي.

 

عشب

تمدّد المساء على عشب حديقتي، وما غطّاه نعاس.

السهر ذاب في عينيه، وأعلن صلحًا معه، ولو مؤقتًا، مع رغباتِ أحلامٍ.

ردّ التحيّة بالمثل لنهار فلش ثيابه على عشب تلك الحديقة، وما ترك قطرةً تندّت لؤلؤًا لآتٍ بعده.

 

من دفترها

(1)

خَرَجتُ إلى الحقول عاريةً:

­ متى تمطر لأغتسل. لتستحق أصابعي أن تلمس محراثًا.

الحقول ندهتني… التراب… وعصافير الدوري.

خَرَجتُ ثانية إلى الحقول عارية.

مشت أمام عيني… تبارك الواهب نعمة البصر.

(2)

جاءت الشمس لتسكن معي،

وجاء القمر ليسهر معي،

… وجاء الشعر متوجًا فأغراني.

غافلت الشمس وشكرته.

 

[email protected]

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *