إن لم تعودوا كهؤلاء الأطفال…..

Views: 901

 د. جان توما

عندما تفتح الطفولة نافذة الأمل المغلقة فمن يمنع عنها شمس الرّجاء؟ بهذه الطفوليّة سيعود الكون كما كان، وتعود الوجوه لتتلاقى، لأنّ ملكوت الفرح باقٍ لهؤلاء الأطفال الأبرياء الذين يشهدون ثورة وحرقًا وموتًا بالوباء.

كيف سيطلع الصغار من ركام ما صنعته أيدينا نحن الكبار، إلى عالمهم حيث الأرض الجديدة والسماء الجديدة؟. كأنّهم محجورون في سفينة وسط طوفان جشعنا بانتظار عودة الحمامة بغصن زيتون معلنة أنّ الأرض اغتسلت، وزال إثم البشر، وسادت نعم الله وبركاته.

بكلّ كبريائنا ومظاهرنا أوغلنا ضررًا بهذا العالم، وبكلّ طفوليّة  يفتح الصغار النوافذ المغلقة الموصدة ليقولوا لنا:  أنتم الذين في الخارج تتقاتلون، حان وقت اعترافكم بالفشل، لنخرج نحن الصغار إلى هذه الدنيا آمنين مطمئنين عارفين أنّ لله الأرض وما عليها.

نعيش اليوم في حَجْرٍ وَهَجْرٍ، وأتون النار متأجج اللهب في الشوارع والساحات، والبلد يغلي فوق صفيح ساخن وقد بُحّت الحناجر تهديدًا ووعيدًا،  وفي المقلب الآخر يفتح الأطفال نوافذ الحواجز والمتاريس منشدين الأغاني بكلمات تأتي وكلمات تُنسى، علّها إن مسّت قلوب العاملين بالشأن العام، تحنّ متصدّية لمسؤولياتها في  رعاية طفولة لم تنعم بعد بضحكات عمرها، ولم تفرح بألعاب الحارات، وملاعب المدارس، ولقمة خبز مع صحن حساء ساخن عشيّات البرد والصقيع.

قليلٌ من الدفء يا أصحاب القلوب الباردة، قليلٌ من الدفء يُفرح قلوب الأطفال، قليلٌ من الدفء يشرّع لهم كوة الأمل إلى مساحات الحريّة والحياة.

 

 


(*) الصورة: من إبراهيم توما لابنته

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *