بين النت وأنت

Views: 501

غاده رسلان الشعراني

في غمرة التواصل الحاصل على الشبكة الاجتماعية و الانغماس فيها ، يتوارى خلف إحداثياتها الشاقولية و الأفقية الكثر ممن يفرغون كبت الحياة و النشأة من داخلهم بندهات و تنهدات و تأوهات و صرخات و تنديدات و تقريعات إلى جانب الأفراح و الأتراح و المباركات و التهاني و الخسارات و النجاحات …

جميل ما يحدث …و كأننا في منظومة كونية مفتوحة بتبادلات حسية فكرية بكل سوياتها و تدرجاتها و اتساعاتها وحتى اندفاقاتها ضمن السياق المرغوب عند العوام أو الشاذ عن السياق و حتى المرفوض بكله وكليله لأنه يخالف ما شرعته الشرائع واعتادته العادات وتقلدته الأفكار وساماً للشرف و الالتزام …

جميل مايحدث … و لكل منا خياراته و تفضيلاته و لكل منا دربه و خطوطه التي يرسمها دون تدخلات ، فلا يحق لأي كان أن يفرض على أحدنا ما يحب و ما يكره ، ما يتفق معه وما لا يتفق فالإنسان خلق حراً شجاعاً بالفطرة …

إلا اننا نأتزر على خاصرة المباح بوشاحات التغافل والتغاضي

رغم كثرة ما يكون واقعاً مستغرباً في الكثير من الأحيان

كمبادرات متوالية متتالية من الرقي والجمال بمساءات وصباحات وصور ومقاطع فيديو من أحدهم رغم أنها دون غايات مشككة على الخاص لإحداهن ، و هو الرجل الذي علا رأسه الشيب بينما زوجه و أهل بيته لا ينوبهم منه إلا القسوة والنفور …

جميل ما يكون إلا أنه منقوص الاكتمال فكم حري بنا أن نقدم الحب والاهتمام لمن هم حولنا وفي محيطنا الأساس قبل من هم على الشابكة …

كم جميل أن نحيط أسرنا برقينا ، و لا ضير بعدها إن اتسعت دائرتنا نحو الجميع فهو المطلوب لا بل هو الهدف الأسمى من الحياة …

الصدق الحقيقي هو التوافق مع ذواتنا ظاهراً و باطناً …

الصدق درجات و الأسمى هو حفظ الإخوان ممن حولنا …

الصدق العالي هو محبتنا للجميع دون استثناء لا للشهرة وحب الظهور  …

لنبدأ بمن هم أقرب إلينا …

قربى دم

قربى سكن

قربى عيش

قربى فكر

لننثر عبيرنا نحو الكون …

محبتي للجميع …

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *