الرجل المثال
سامر عدنان درويش
كنت في زيارة لوالدتي عندما بلغني النبأ الحزين: “رحل جان عبيد”…
فور تلقي النبأ لمعت في ذاكرتي جملة قالها له وزير خارجية إيران الأسبق محمد خاتمي عندما زاره في جبل التربل، اذ بادره قائلا: “جان عبيد، نحن منك نأخذ ونتعلم، ليس بصفتك وزيرا لخارجية لبنان، بل بصفتك جان عبيد”.
عرفت جان عبيد شخصيًا عبر علاقة الصداقة التي جمعته بالمرحوم والدي والتي توجّها ابان توليه منصب وزير التربية بمنحه (لوالدي) وسامًا تكريميًا.
كما لمعت بذاكرتي تلك المناقشات التي كانت تجري في كل يوم احد صباحا الى الظهر في باحة قصره في جبل تربل، والتي كانت تدور بينه وبين زواره وكان كثير الذكر لآيات من القرأن الكريم، كان قد حفظها في قلبه ومارس احكامها بفعله وعمله وأدرك معانيها الروحيه وحاول إيصالها لكل من عرفه بطريقة او بأخرى.
ولا أنسى إصراره في الليالي الرمضانية، وخصوصا ليلة القدر، على دعوة اصدقائه المسلمين المقربين لإحيائها، بأجوائها الروحانية، في دارته وحول مائدته الشهيره…
جان عبيد، ستبقى في البال الرجل المثال…
(Diazepam)
