الحجّ إلى مُونيخ(10) عُمْرة في سُجون ما قبل الفيريس

Views: 353

محمّد خريّف*

 

من سُجون العودة وهواجسها

ونحن في مُونيخ  ننتظر انفراج الأزمة أزمة العود إلى تونس ، لكن بعد لأي ويأس من الخطوط الألمانية قرّ قرارنا أن نقتطع لنا تذكرتي سفر نتمكّن بهما  من العودة فكانت الخطوط  التونسية بديلا لنا وهي التي تخصّص رحلات استثنائية لنقل التونسيين العالقين في الخارج ولم نعد نفكر في ارتفاع أسعار العودة واستغلال الفرص ، المهم الواحد يروّح وربّنا يخلف علينا وفي المال ولا في الابدان، أقولها وأمشي عن مضض وأنا تحت الضرس كسائر الراغبين في العودة في ذلك الوقت ولم يكونوا حجيجا ولا حجّ لهم إلاّ إلى بلاد الله الحرام ولا تربطهم بالحجّ إلى بلاد الإنسان الحلال إلا المصلحة المادية مصلحة تدبير الراس ولا أعرف ما في دواخلهم ودواخلهم من دواخلي ؟

ولا شيء يشغلني غير مسألة عبور الصّراط في مطار قرطاج وكيف السبيل إلى المرور إلى الحجر الصحي ومدته 14 يوما لا أعرف أين ستكون وكيف سنقضيها ومما زاد الطين بلّة ما نسمعه  من القنوات التونسية من أخبار وأراجيف حول ما يتعرّض إليه من سبقنا من سوء معاملة سواء في المطار أو مراكز الإقامة المخصّصة للحجر الصحي ؟ مسألة الأخبار شبيهة عندي بمسألة المعالم والعلامات تقضّ مضجعي هنا في مُونيخ كما تشغل بالي وأنا في قرية منزل حرّ بتونس حيث المنزل ولا حرّ فيها يشبهني، وأنا الواقع في سجون العبادة عبادة البحث عن دلالة العلامات ولا طريق إليها غيرالتسلي بطيش الكتابة وقد وجدت وأنا في مونيخ الفرصة سانحة لأكتب بعض القصائد بالفرنسية  لأرسلها إلى مجلة أليكترونية في باريس تعرف بسكريب ماسكاي* فأدّعي أو أوهم نفسي بأن صاحبها اكتشفني لأول شاعرا قادرا على كتابة الشعر بالفرنسية ولا فائدة في الإطالة فأمر الصراط المستقيم لا يزال يؤرقني ؟

(يتبع…)

***

(*) كاتب من تونس –مونيخ- مارس /أفريل2020

(**) Scribe masqué 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *