بحر

Views: 311

جوزف أبي ضاهر

شرفتي معلّقة فوق البحر.

أراقبه يغسلُ أغانيه بالماءِ والملح ويزيد الرغبة.

يتسرّب الرذاذ فتتفتّح بواكير المسام… وتُزهر.

 

مطر

غَضِبَ الفلاحُ من المطر. شتمه:

طَبقيٌ مراوغ، لا يُؤخذ بكلامه. يتلوّن بأكثر من صوت وفعل.

سمعه التراب فضمّه إلى صدره… ورأت الناسُ أولادًا يكبرون، ويملأون البيوت حياةً.

 

هويّة

أتكئُ من شرفتي على البحر، وأتعلّم عشق الموج للرمل.

أنا المولود بين الصنوبر وأصوات العصافير.

غَسلتُ وجهي، حين بدأت أعرف كيف تُغسل العينان، بالصعتر والنعناع البري، والمردكوش وحبق المصطبات التي سهرتُ معها، منتظرًا القصائد على ضوء قناديل السماء.

 

شمس 1

شمسٌ فوق درب تتمدّد وترخي جسدها.

تهبه لكلّ عابر… وتعود فتسرقه من كلّ عابر، وتنسحب على رؤوس أصابعها حتّى الأفق.

 

شمس 2

ابتكر الرسّام أفقًا للوحةٍ.

 جلس أمامها أكثر من يوم، أكثر من أسبوع، أكثر من شهر، ولم يشاهد شمسًا تأتي لتنام عند الأفق.

 

ولادة

اغتسلت المدينة أمام جميع الناس،

عارية اغتسلت…

مدّت امرأة لسانها، لحست ملحًا عن الشفتين، ومضغت طعمًا كم اشتهته لتولد من جديد:

شَجَرةَ تفاحٍ في بيت آدمٍ… سبقها وهرب من الجنّة.

 

رغبة

لبست ثوب زوجها وخرجت إلى جميع الرجال.

­ ويحكم: ألم تنضج أفكاركم لتُقطف في وضح رغبة؟!

 

دموع

سأل الصغير والده:

لماذا كلّما بكت السماء نزلت دموعها على الأرض. ألا يكفي الأرض ما شربت من دموعنا؟

 

ملائكة

­ لا تأتي الملائكة إلا في العتمة؟

… خاف الصغير يسأل لماذا؟

هو يحب الملائكة… ولا يُحب العتمة.

 

ثلج

كان الثلج فوق أوراقي حين غمزها القلم.

وسّعتُ له لهفةً بين الكلمات. ذاب فيها.

 

سؤال

­ مَن سيرث ملكوت الأرض؟

ولا مرّة سألوا: مَن سينعم بملكوت السماء؟

 

مفاتيح

مالك مفاتيح الكلام، ليس بالضرورة أن يكون مدركًا:

­ مِن أي بابٍ سيدخل إلى المعرفة؟

 

ظلّ

أرجعُ إلى الوراء لألتقط ظلّي. لأستعيد أفكارًا، سَقَطتْ منّي عن سابق تصوّرٍ وتصميم:

أنا اليوم بحاجة إليها.

 

نزوات

للريح طقوسها ومراياها ونزواتها.

تُعَلّمُ الغيوم كيف تسرّح شعرها وهي عارية.

لَم تُكمل منذ دهورٍ خياطة ثوبٍ لها.

 

[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *