تراب

Views: 330

جوزف أبي ضاهر

 

ما نَفختُ في ترابٍ. كانت يدي أقرب إليه من فمي.

حين مسحته بأصابعي، أخفى عنّي معرفته بطعم شفتيّ.

 

شمس

رأيتُ الحبّ يُشعل قناديل المساء.

­ لماذا لا تأتي فجرًا، فلا تحتاج إلى نورٍ هو منك؟

وضع الحبّ كفّه على شفتي. خاف تهرب كلمة، تصير «شمس حكايات الناس»… وتفضحه.

 

غابة

أتجوّل في غابة المدن ولا ألمح: شجرةً، طيرًا، غيمةً تتّشح باللون الأخضر.

ما أفظع أن تكون الكواسر ابتلعت كلّ الآمان. كلّ الالفة.

 

ريح

جاءت الريح على عجل، وغادرت على عجل.

لم تكن متأكدة من مكان تقصده.

حَفَرت أصابعها في التراب.

انتهكت حرمة الأشجار، تسلّلت بين ثيابها.

زرعت رعشةً، بعثرت رغبةً، فتلاشت مقاومة الثياب وسقطت.

 

عطر

ودّعتني ومشت.

لحِقتْ عيناي بها: مهلَكِ

عطركِ على أصابعي، على ثيابي. استرجعيه… لن آخذ منك المباح.

 

اسم

لم يأبه الهواء لأوراقي التي رتبتها.

عبث بها. أوقع منها وردًا وقمرًا وآنية عطر… كان الضوء فيها على اسم صبيّة.

 

حظ

حملت حظّي على راحتي وركضت لألتقط فراشة.

أصطدمت بعشبة. تعثرت، سقطت… سقط حظي معي.

 

حلم

حَلِمتُ أنني شجرة، وجاري شباك. بيننا يمام أبيض يشتعل عشقًا.

حدّقت مليًّا. خسرت الحلم… والتتمّة.

طار اليمام، وسافر الشباك.

 

قصيدة

أمضيتُ ليلي مع قصيدة. لن أسمح للعيون أن تلتهم جمالها.

خبأتها في كتابٍ تحوّل فجرًا، وأشرقت شمسه.

وأشرقت الشمس.

 

قبعة

لن أولد ثانيةً في غدٍ يأتي الشتاء إليه لابسًا قبعة بيضاءَ.

 ظننتُ، يومًا، أن جَدّتي حاكتها له من صوفِ خروفٍ، ذُبح احتفاء بحياة جديدة.

 

صيّاد

اصطادَ عصفورًا… والتهمه.

مرّرَ كفّهُ على معدته، وعلى رأس صغيره:

­ غدًا ستكبر وتصطاد مثلي.

علّمه صلاةً، تطلبُ الرحمة للضعفاء.

 

كلمات

أقاوم ضغط الحياة بالكتابة.

أسعى لاهثًا وراء حرّيتي في الكلمات، مدافعًا عن نفسي، ومبتعدًا عن رتابة تحشر ذاتها في مسودّات «الشؤون الاجتماعيّة».

 

مساحة

وضعت أصابعي فوق خريطة العالم. غطّت مساحة منها، تنهدت:

هل يحقّ لي بموطئ قدم في هذه المساحة؟

 

[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *