“الروبوت فرانزي”… ينظيف ويحادث المرضى ويغني بالألمانية

Views: 246

 ينهمك فرانزي في العمل فينظف على أتم وجه أرض المستشفى الذي يوظفه في مدينة ميونخ الألمانية، لكن في وسط أزمة تفشي وباء كوفيد-19، ابتكر هذا الروبوت لنفسه مهمة جديدة تقوم على الترويح عن المرضى وطاقم العمل في المكان، وفق تحقيق لـ”وكالة الصحافة الفرنسية”.

يبادر فرانزي بالألمانية كل من يعترض طريقه المبرمج سلفا، سائلا بصوته الحاد: “هل يمكنك التنحي جانبا أرجوك؟ علي أن أنظف”.

وإذا لم يمتثل أحد ما، عندها يردد الروبوت بإصرار رافعا صوتها “عليك أن تتنحى! أريد فعلا أن أنظف!” وفي حال لم يكن ذلك كافيا، يبدأ الإنسان الآلي بذرف دموع رقمية تنساب من ضوءين يمثلان عينيه، فيتبدل لونهما.

تقول كونستانس ريتلر من شركة دكتور ريتلر التي تتولى تنظيف مستشفى نويبرلاخ: “مع انتشار الوباء، باتت الزيارات محظورة، فيقوم (الروبوت) فرانزي بالتمويه قليلا عن المرضى”.

يجوب فرانزي 3 مرات في النهار ردهة المدخل في المستشفى، مجهّزا بممسحة آلية بدل رجليه. ويستلطف المرضى ذلك الإنسان الآلي الذي لا يزيد ارتفاعه عن متر، فيصوّره بعضهم فيما يحادثه بعضهم الآخر.
تصيح سيدة مسنة حين ترى فرانزي “ها هي صديقتي!”.

تقول مسؤولة التنظيف في المستشفى تانيا زاخيرل وهي تبتسم: “كانت إحدى المريضات أخيرا تنزل 3 مرات في اليوم لتتحدث” مع الروبوت.

 عمل متمم للموظفين

“صنع” الروبوت فرانزي في شركة في سنغافورة، وكان اسمه في البداية “إيلا” وكان يتكلم الإنكليزية قبل أن يصل إلى ميونيخ في مطلع العام. لكن بات الإنسان الآلي يتكلم الألمانية بطلاقة، فيقول بهذه اللغة لمحادثيه: “لا أريد أن أكبر أبدا”، مبديا ولعه بمهمات التنظيف.

ويمكنه عند الطلب أداء أغنية راب أو بعض الأغاني الألمانية الكلاسيكية.

وفي مواجهة مخاوف البعض من أن يحل فرانزي محل موظفين حقيقيين، تؤكد كونستانس ريتلر أن هذا ليس الهدف. فمهمة المساعد الآلي هي “مساندة” زملائه البشر الذين يصعب عليهم القيام بهذا العمل في ظل القيود المفروضة لمكافحة تفشي الجائحة.

وتقول “مع انتشار الوباء، ينبغي القيام بالكثير من عمليات التعقيم في المستشفيات. ويمكن موظفينا التركيز على ذلك فيما يهتم فرانزي بالأرض”.

وفي مطلق الأحوال، ثمة حدود لما يمكن للآلة القيام به. فلا يمكنها مثلا الوصول إلى الزوايا، وإن اصطدمت بحاجز، تبقى مسمرة وتجهش بالبكاء، إلى أن يحضر إنسان ويساعدها على الخروج من المأزق.

وبعد مرحلة تجريبية استمرت أسابيع، يبدو أن المستشفى تبنى فرانزي، فقررت شركة ريتلر الاحتفاظ به على رغم كلفة هذا المساعد الآلي البالغة 40 ألف يورو.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *