عمر

Views: 367

جوزف أبي ضاهر

 

يتوّج الغني رأسه بتاجٍ من ذهب.

ويتوّج الفلاح رأسه بتاجٍ من سنابل

مَن يُشبع جوعه يعمر طويلاً.

 

رغبة

كشفت الريح عن شعرها. سمعنا الرغبة تقرع الأجراس.

وشاهدنا خجل الناس يقفل الشبابيك ويسدل الستائر.

 

شمس

لا يخدم الناقد نصًا تناوله، ولا قصيدة أو لوحة.

فقط… يذكّر حامل القلم أو الريشة بأن الشمس تجلس خلف غيمة.

 

عشق

تأمّلتُ أصابعي، تأملتها جيدًا حين كتبت، وحين رسمت.

أرهقني خداعها:

وعدتني إخلاصًا، ومن أين جاءت بكلّ هذا العشق والوله.

 

مبدعون

المبدعون لا يعيشون في حديقة واحدة.

نصفهم لم يدخل حديقة ليقطف زهرة،

ونصفهم الآخر ما ترك زهرة تتفتّح في غير كفّه.

 

سماء

رفع الصغير يده إلى السماء. لم تلامسها.

ردّ يده بحزن. ربت والده على كتفه:

­ عندما تكبر، ستلامس يدك السماء.

* لا، ردّ الصغير. أريدها الآن. عندما أكبر أصبح مثلك، أكذب على أولادي بأن أياديهم ستطال السماء.

 

سؤال

قطف الصغير زهرةً. تأملها، شمّها وركض إلى أمه يسألها:

­ من أين يشتري الزهر ثيابه وعطره المفضّل.

نظرت الأم إلى ابنها، دخلت سؤاله وما عادت خرجت منه.

 

وردة

قال الفجر لوردة:

­ حقّ لك التباهي بالعذرية والنقاء.

مالت إليه همسًا:

لن تكرر «غزلك» بعد أن تترك الشمس سريرها وتخرج.

 

تحيّة

يتسكّع الشتاء في الشوارع حاملاً معطفه على ذراعه الأيسر.

يده اليمنى منهمكة بردّ التحية للمارة.

 

ضجر

وضع الكتاب أمامه فوق الطاولة.

مرّر أصابعه عليه، بحذر مرّرها مرارًا.

الأفكار مسجونة في داخله، ولن تخرج إلا بتوصية من قارئ يبحث عن شيء يبدّد ضجره.

 

ضوء

لا يتكلّم الضوء في الليل لغة النهار.

أمام الليل يفقد الرغبة في الإيضاح.

يختار لغةً كلُّ كلمة فيها تحمل ألف معنى.

 

وجه

ختير وجه الشاطئ، كسته التجاعيد.

تنفس الرمل بعد زيارة الموج له، وكتم خوفه من الاختناق.

مات سرّه في قلبه.

 

[email protected]

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *